.................................................................................................
______________________________________________________
إثما من عمله الذي يشترك فيه مع العاصي ، فنية الكافر انما كانت شرا من عمله لانها هي التي جعلت عمله من محققات كفره ، واما نفس عمله بما هو عمل ليس له بذاته هذا الاقتضاء.
وهناك اجوبة اخرى عن هذه الرواية تركناها مراعاة لعدم التطويل ، فلتطلب من محالها ..
ولا يخفى انه مما ذكرنا ظهر الجواب عن اشكال آخر في الرواية ، وهو انه لو سلمنا صحة العقاب على النية فلما ذا كان عقابها اشد من عقابه على العمل ، لوضوح ان شدة الشر تستلزم شدة العقاب ، والرواية قد دلت على ان النية شر من العمل ، فلا بد وان يكون عقابها اشد من عقاب العمل ، فانك قد عرفت ان شرية النية من العمل انما هو العمل بسببها صار مصداقا ومحققا للكفر ، فالعقاب على العمل الذي به تحقق الكفر لا على النية ، ولكن حيث كان السبب فيه هي النية لذا كانت شرا من نفس العمل بما هو عمل.
واما الرواية الثانية ، فحاصله : انه ايضا ليس المراد من العزم المستوجب للخلود هو الارادة ، لوضوح انه لم يخلد في الدنيا حتى تكون له ارادة خالدة بخلوده ، وانما كان له بناء على انه لو خلد في الدنيا لاستمر كفره وطغيانه ، فلا بد من تأويل هذه الرواية المنافية لقيام الاجماع والنصوص وبناء العقلاء على عدم العقاب على مقدمات الارادة.
ويمكن ان يقال في تأويلها : ان المراد من كون بناء الكافر على الاستمرار على الكفر موجبا لخلوده في النار هو الكناية عن ان الكافر اذا مات على الكفر بانيا عليه فقد مات على صحيفة مظلمة سوداء خالية عن أي نور يربطه بالله ، فخلوده في النار لا لعدم الاقتضاء من ناحية نور رحمة الله ، بل لعدم القابلية من ناحية الكافر فان أفقه لا قابلية له لان يكون مطلقا لنور الرحمة ومحلا للتفضل والتكرم من قدس الفضل واللطف ، فنية الكافر وبناؤه على الاستمرار على الكفر والطغيان منعه عن ان