لمّا رأيت العدم قيّد نائلي |
|
وأملق ما عندي خطوب تنبل |
وملق الجدي أمّه : رضعها.
م ل ك :
قوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(١) قرىء ملك ومالك في المتواتر ، ملك ـ بالسكون ـ ومليك بالإشباع (٢).
وملك : فعل ماض على حدّ قوله : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ)(٣)(أَتى أَمْرُ اللهِ)(٤) واشتقاق ذلك من الملك وهو القوة والشدّة ، ومنه ملكت العجين أي بالغت في عجنه ، يقال : ملكت العجين وأملكته. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه : «أملكوا العجين» (٥) وعن الفراء : يقال للعجين إذا كان متماسكا متينا مملوك ومملّك ، يقال : ملك العجين وأملك وملك ملكا وإملاكا وتمليكا. وقد اختار كلّ فريق قراءة من القراءتين ؛ فقال أبو عمر : والملك أبلغ من المالك في المدح ، لأنّ الملك لا يكون إلا مالكا ، وقد يكون المالك غير ملك. قال غيره : هذه في صفة المخلوقين ، فأمّا في صفة الخالق فهما سواء ، وقال أبو العباس : الاختيار أن يكون مع اليوم مالك أي ذو ملك ، ومع الناس ملك أي ذو الملك والسّلطان. وقال غيره : الملك هو / المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور ، وذلك يختصّ بسياسة الناطقين ، ولهذا يقال : ملك الناس ، ولا يقال ملك الأشياء. ورجّح بعضهم قراءة «ملك» بقوله تعالى : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)(٦) يقال : ملك بيّن الملك ـ بالضم ـ ومالك بيّن الملك ـ بالكسر. والملك ـ بالكسر ـ ضربان : ضرب هو التملّك والتّولّي. وملك هو القوة على ذلك ، تولّى أم لم يتولّ ، فمن الأول قوله تعالى : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً
__________________
(١) ٤ / الفاتحة : ١.
(٢) وانظر قراءات أخرى في المختصر : ٧ ؛ فقد قرأ ابن كثير ونافع وحمزة و.. «ملك». وعاصم والكسائي ويعقوب «مالك». وروى عبد الوارث عن أبي عمر «ملك» (وانظر اللسان ـ مادة ملك).
(٣) ٤٤ / الأعراف : ٧.
(٤) ١ / النحل : ١٦.
(٥) النهاية : ٤ / ٣٥٩.
(٦) ١٦ / غافر : ٤٠.