ورفعه. ولسيبويه في البيت كلام (١) ، وتارة لا يبطل عمله البتّة. وفي زيادتها بعد : من وعن والباء كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ)(٢)(عَمَّا قَلِيلٍ)(٣)(فَبِما رَحْمَةٍ)(٤). وتارة يجوز الأمران ، وذلك في زيادتها بعد ليت ـ كما تقدّم ـ وبعد ربّ والكاف ، وينشد (٥) : [من الخفيف]
ربّما الجامل المؤبّل فيهم |
|
وعناجيج بينهنّ المهار |
وقول الآخر : [من الطويل]
وننصر مولانا ونعلم أنّه |
|
كما الناس مجروم عليه وجارم |
برفع الجامل والناس وجرّهما. وتكون مهيّئة وكافّة ، وهي متصلة تارة بحسب الجملة بعدها ، فإن كانت الجملة فعلية كانت مهيّئة (٦) نحو : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(٧). وإن كانت اسمية فهي كافّة نحو : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ ، إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ)(٨). وهل تفيد الحصر حينئذ أم لا؟ وتزاد بعد بعض أدوات الشرط ، وهي فيه على ضربين : ضرب يلزم فيه زيادتها وهو : إذ وحيث ، لا تكونان شرطين إلا مع ما كقوله (٩) : [من الكامل]
إذ ما أتيت إلى الرسول فقل له |
|
حقّا عليك إذا اطمأنّ المجلس |
__________________
(١) يقول : فرفعه على وجهين ؛ على أن يكون بمنزلة قول من قال : «مثلا ما بعوضة» ، أو يكون بمنزلة قوله : إنما زيد منطلق (الكتاب : ٢ / ١٣٨). بينما السيرافي يرى أن أحد وجهي الرفع أن تجعل ما بمنزلة الذي. والوجه الآخر أن تجعل ما كافة وليست اسما.
(٢) ٢٥ / نوح : ٧١.
(٣) ٤٠ / المؤمنون : ٢٣.
(٤) ١٥٩ / آل عمران : ٣.
(٥) من شواهد المغني : ١٣٧ من غير عزو ، وفي شرح المفصل : ٨ / ٢٩ لأبي دؤاد.
(٦) المهيئة : نوع من الكافة ، سميت بذلك لأنها غدت تهيىء هذه الحروف (كأنما ، إنما) للدخول على الأفعال ، كما في الآية بعدها. وتكون كافة غير مهيئة مع غير الأفعال. ملاحظة : كل مهيئة كافة ، وليس كل كافة مهيئة.
(٧) ٢٨ / فاطر : ٣٥.
(٨) ٩٨ / طه : ٢٠.
(٩) قاله العباس بن مرداس في غزوة حنين. والبيت من شواهد الكتاب : ٣ / ٥٧ ، والخصائص : ١ / ١٣١ ، وشرح المفصل : ٤ / ٩٧.