ويقال : نحله وأنحله (١) بمعنى. وكذا النحلة أيضا ، بالفتح. قال الراغب (٢) : النّحلة والنّحلة ـ يعني بفتح النون وكسرها : العطية على سبيل التبرع. وهو أخصّ من الهبة. قال : واشتقاقه فيما أرى من النّحل ، نظرا منه إلى فعله ، فكأنّ نحلته : أعطيته عطية النّحل. وذلك ما نبّه عليه قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ). وقد بينه الحكماء وقالوا : إنّ النّحل يقع على الأشياء كلّها فلا يضرّها بوجه ، وينفع أعظم نفع. فإنّه يعطيهم ما هو الشفاء كما وصفه تعالى. قال : وسمّي الصّداق بها من حيث إنه لا يجب في مقابلته أكثر من تمتّع دون عوض مالي. وكذا عطيّة الرجل ابنه.
نحله كذا وأنحله ، ومنه نحلت المرأة. والانتحال : افتعال منه. وهو إدّعاء الشيء. ومنه انتحل شعر فلان. وأنشد (٣) : [من المتقارب]
فكيف أنا وانتحالي القوا
ونحل جسمه نحولا ، أي أشبه النحلة في الدّقة. والنّواحل : سيوف رقاق الظّبات من ذلك على التوسّع. قال : ويصحّ أن تكون النّحلة أصلا ، فسمي النحل بذلك اعتبارا بفعله.
وأيضا لاشتقاق النحل الذي هو الذّباب المعروف ، لما في فعله من إعطاء العسل الحكم الإلهيّ. ويجوز أن يكون بالعكس كما تقدّم تحريره.
ن ح ن :
قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ)(٤) نحن ضمير مرفوع منفصل يكون للمتكلم ، ومعه غيره كقوله حكاية عن قوم بلقيس : (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ)(٥). وتكون للمعظّم
__________________
(١) وفي الأصل : نحل.
(٢) المفردات : ٤٨٥.
(٣) صدر للأعشى (الديوان : ٥٣) وعجزه :
في ، بعد المشيب ، كفى ذاك عارا
وذكره ابن منظور بضم الراء.
(٤) ٢٣ / الحجر : ١٥.
(٥) ٣٣ / النمل : ٢٧.