وقوله : (يَتَنازَعُونَ)(١) أي يتعاطون ، وتناقل بعضهم بعضا ، كأنّ كلا منهم ينزع الكأس من صاحبه.
ونزع فلان إلى كذا ، أي مال وذهب إليه معتقدا له. ونزع عن كذا : كفّ عنه. ونازعته نفسه : امرته وتردّدت في طلب شيء ، قال الشاعر (٢) : [من الوافر]
ولي نفس أقول لها إذا ما |
|
تنازعني : لعلّي أو عساني |
والنزوع : شدّة الاشتياق. والنّزعتان : بياض يكتنف الناصية ؛ يقال : رجل أنزع ، ولا يقال : امرأة نزعاء بل زعراء. وبئر نزوع : قريبة القعر يتناول منها باليد. وفي الحديث : «لقد رأيتني أنزع على قليب» (٣) أي أستقي. قال الشاعر (٤) : [من الرجز]
مالي إذا أنزعها صائت |
|
أكبر قد غالني أم بيت؟ |
وشراب طيب المنزعة ، أي المقطع ، كقوله : (خِتامُهُ مِسْكٌ)(٥) وفي الحديث : «ما لي أنازع القرآن» (٦) أي أجاذبه ، وذلك لمّا جهروا خلفه (٧). ومنه : «إنّما هو عرق نزعه» (٨) أي نزع شبهه. ومنه أيضا : «طوبى للغرباء ، قيل : ومن هم؟ قال : النّزّاع» (٩) أي الذين نزعوا عن أهليهم ، جمع نزيع ونازع.
والنزائع : الغرائب من الإبل ، ومنه حديث ظبيان (أن قبائل من الأزد نتجوا فيها النزائع) (١٠) لأنها نزعت من أيدي الناس. وأنزع القوم : نزعت إبلهم إلى مواطنهم.
__________________
(١) ٢٣ / الطور : ٥٢.
(٢) البيت لعمران بن حطان ، وهو من شواهد اللغة : الكتاب : ٢ / ٣٧٥ ، الخصائص : ٣ / ٢٥ ، شرح المفصل : ٣ / ١٠ ...
(٣) النهاية : ٥ / ٤١.
(٤) البيت من شواهد جمهرة اللغة : ٣ / ٩١ ، وصوّبناه منه. يقول : مالي أصأى إذا نزعت الدلو فما أنا بكبير ولا لي امرأة. البيت هنا : المرأة. الصاءة : ما يقع مع الحوار نحو المشيمة.
(٥) ٢٦ / المطففين : ٨٣.
(٦) النهاية : ٥ / ٤١.
(٧) يريد : لما جهروا خلفه بالقراءة.
(٨) النهاية : ٥ / ٤١. يريد : نزع إليه في الشّبه ، إذا أشبهه. وهو من حديث القذف.
(٩) المصدر السابق ، أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى.
(١٠) المصدر السابق.