[الشيء](١) : قلعته وأزالته عن مقرّه ، وقيل : نسفها : دكّها وتذريتها وهو قريب. قوله : (ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)(٢) أي لنذرينّه تذرية كما تذرو الرياح الغبار.
ويقال : نسف البعير الأرض بمقدّم رجله. ويقال لذلك الغبار النّسافة. ومنه : انتسف لونه ، أي تغيّر تغيّر النّسافة ، نحو : اغبّر وجهه ، وأريد : كأنّ عليه نسافة. ومنه قيل لراعوفة البئر (٣) نسافة. وكلامهم نسيف ، أي متغيّر ضئيل. والنّسفة : حجارة يزال بها وسخ القدم. وقيل : (لَنَنْسِفَنَّهُ) أي لنطرحنّه فيه طرح النّسافة : وهو ما يثور من الغبار. وقيل : نسفها : قلعها من أصلها ، من قولهم : نسف البعير النبات ، أي قلعه بفيه من الأرض بأصله ، وكلّها معان متقاربة.
ن س ك :
قوله تعالى : (وَأَرِنا مَناسِكَنا)(٤) المناسك جمع منسك ـ بفتح السين وكسرها. وقد قرىء بهما. قوله تعالى في المتواتر : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً)(٥). والمناسك : عبادات الحجّ وأماكنها. وأصل النّسك العبادة مطلقا من حجّ وغيره. ومنه : تنسّك فلان ونسك فهو نسيك وناسك ، ثم غلب على الحجّ. وقال الأزهريّ في قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ)(٦) النّسك : ما يتقرّب به إلى الله تعالى.
وقول الناس : فلان ناسك من النّسّاك ، أي عابد من العبّاد يؤدّي المناسك وما فرض عليه ، وما يتقرب به إليه. قال : والمنسك في قوله تعالى : (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً)(٧) يدلّ على موضع النّحر ؛ أراد مكان نسك. قال (٨) والنّسيكة : مختصّة بالذّبيحة. وقال مجاهد في قوله : (جَعَلْنا مَنْسَكاً ؛) مذبحا. قال : نسك : إذا ذبح ـ ينسك نسكا. والنّسيكة : الذّبيحة ،
__________________
(١) إضافة يقتضيها السياق.
(٢) ٩٧ / طه : ٢٠.
(٣) الراعوفة والراعوف : صخرة تترك عند رأس البئر ليقوم عليها المستقي.
(٤) ١٢٨ / البقرة : ٢.
(٥) ٣٤ / الحج : ٢٢.
(٦) ١٦٢ / الأنعام : ٦.
(٧) ٦٧ / الحج : ٢٢.
(٨) لعله أراد الراغب ، فهي مذكورة في المفردات : ٤٩١.