وقال بعضهم : النّشء والنّشأة : إحداث الشيء وتربيته. ومنه نشأ السحاب ، لحدوثه في السماء وتربيته شيئا فشيئا. ومنه قوله تعالى : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)(١).
قوله تعالى : (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(٢) قال ابن عرفة : كلّ ساعة قامها قائم بالليل فهي ناشئة. وقال غيره : كلّ ما حدث بالليل وبدا فقد نشأ ، وهو ناشيء والجمع ناشئة. فناشئة الليل : ما حدث فيه من ساعاته وغيرها. وقال الأزهريّ : ناشئة مصدر جاء على فاعلة بمعنى النشء كالعافية بمعنى العفو. والنشأ ـ بفتح الشين ـ والقصر جمع ناشىء نحو خادم وخدم ، وهو الشابّ.
وقوله : (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ)(٣) قرىء بفتح الشين ، على أنها أحدثت وعلّمت بتعليم الله كما علّمها لنوح عليه الصلاة والسّلام ، والتي أخبر بها ، أو التي رفع أشرعتها ، وهي قلاعها.
يقال : نشأت الشيء : رفعته ، وبكسرها على أنها أنشأت الموج أو السّير ، أي رفعت قلوعها على الإسناد المجازي. وفي الحديث قراءات مذكورة في «الدرّ» وغيره. وفي الحديث : «دخلت مستنشئة على خديجة» (٤) هي الكاهنة. يقال : استثنأ الأخبار ، أي بحث عنها.
ن ش ر :
قوله تعالى : (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)(٥) أي بسطت ليظهر ما فيها من أعمال العباد لهم ، من : نشرت الثوب. قوله تعالى : (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً)(٦) قيل : هي الرياح تنشر
__________________
ـ البصري قرؤوها بالتشديد ، بينما عاصم وأهل الحجاز بالتخفيف وسكون النون. وانظر الإتحاف : ٣٨٥ ، معاني القرآن : ٣ / ٢٩ ، ومختصر الشواذ : ١٣٤ ، للتفصيل والإضافة. وهي بالتخفيف بمعنى : يتربّى.
(١) ١٢ / الرعد : ١٣.
(٢) ٦ / المزمل : ٧٣.
(٣) ٢٤ / الرحمن : ٥٥.
(٤) النهاية : ٥ / ٥٢.
(٥) ١٠ / التكوير : ٨١.
(٦) ٣ / المرسلات : ٧٧.