وسنان أقصده النّعاس فرنّقت |
|
في جفنه سنة وليس بنائم |
وقال الراغب (١) : النّوم القليل ، كذا قال. وهذا البيت يردّه ؛ فإنه نفى عنه النوم وأثبت له النّعاس. وقيل : النعاس في الآية الكريمة السكون والهدوء ، وعليه حمل قوله عليه الصلاة والسّلام : «طوبى لكلّ عبد نومة» (٢) النّومة : الكثير النّوم. و (نُعاساً) بدل من (أَمَنَةً) أو مفعول له أو به. وله موضوع غير هذا.
ن ع ق :
قوله تعالى : (يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ)(٣) يقال : نعق الراعي بالغنم ينعق نعيقا : إذا صوّت وصاح عليها لترجع. فمعنى الآية : إنّ مثل داعي الكفرة كمثل الراعي الناعق بالغنم ، والغنم المنعوق بها في أنّه لم يحصل للكفرة من الدعاء الهدي الأمثل ما يحصل للغنم من صوت الناعق بها ، وهو سماع الصوت من غير فهم لمعناه. ولذلك قال : (إِلَّا دُعاءً وَنِداءً)(٤). فذكر في أول الآية المدعوّ وحذف الداعي ، وفي آخرها ذكر الداعي وحذف المدعوّ. فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، ومن الثاني لدلالة الأول عليه. وفي الآية أقوال هذا أبينها ، وإليه نحا سيبويه.
ن ع ل :
قوله تعالى : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ)(٥) النّعل : ما ينتعله الإنسان ، أي يلبسه (٦) في رجله. وانتعل : لبس نعلا. قال الأعشى (٧) : [من البسيط]
__________________
(١) ٤٩٩ ، المفردات.
(٢) الحديث للإمام علي ، في صفة المؤمن (النهاية : ٥ / ١٣١). والنومة بتحريك الواو كما جاء شرحه ، وبسكونها الخامل الذكر. وروي الحديث في المعنيين. ورواية ابن الأثير : «خير ...».
(٣) ١٧١ / البقرة : ٢.
(٤) تابع للآية السابقة.
(٥) ١٢ / طه : ٢٠.
(٦) وفي الأصل : لبسه.
(٧) البيت للأعشى كما في الديوان : ٥٩. على أن الناسخ خلط بين الصدر المذكور وعجز بيت آخر من جهة ، كما أنه غيّر من العجز من جهة أخرى. والبيتان فيه :