يقال : ما قام زيد ، فيقال : نعم ، أي ما قام. وقال زيد ، فيقال : نعم ، أي قام بخلاف بلى فإنها لا يجاب بها إلا للنفي كما تقدّم. ويجوز كسر العين ، وهي لغة قرأ بها الكسائيّ. ويجوز إبدال عينها حاء.
قوله : (نِعْمَ الْعَبْدُ)(١) نعم : فعل جامد عند البصريين ، واسم عند الكوفيين بدليل دخول حرف الجرّ عليها ، كقوله : «والله ما هي بنعم المولودة ؛ نصرتها بكاء وبرّها سرقة» (٢) وأنشد (٣) : [من الرجز]
صبّحك الله بخير باكر |
|
بنعم طير وشباب فاخر |
وهو مؤوّل عند البصريين ، ويقتضي المدح ، عكس بئس ، ولا يرفعان إلا ما فيه أل أو مضافا لما هما فيه ، أو ضمير نكرة مفسّرة لما بعده ، أو التامّة على رأي. ولا يكون غير ذلك إلا ضرورة. وفيه أربع لغات ، وكذا في كلّ ما كان على وزن فعل ، عينه حرف حلق اسما كان أو فعلا نحو فخذ ونعم وبئس ، وأنشد : [من الرجز]
لو شهد عادا في زمان تبّع
يريد شهد فسكّن العين. قوله : (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ)(٤). النعمة : الحالة الحسنة ، وبناء النعمة كبناء الحالة التي يكون عليها الإنسان كالجلسة والرّكبة. قوله تعالى : (وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ)(٥). وقوله : (أُولِي النَّعْمَةِ)(٦) النّعمة : التنعّم ، وبناؤها بناء المرّة من الفعل (٧).
__________________
(١) ٣٠ / ص : ٣٨.
(٢) روى القول ابن الأنباري عن ثعلب عن سلمة عن الفراء ، بأن أعرابيا بشّر بمولودة. فقيل له : نعم المولودة مولودتك! فقال : ... وفي الأصل : «.. بنعم الولد» ، والتصويب من الإنصاف : ١ / ٩٨. وأوردوا كلامه شاهدا على دخول حرف الخفض على نعم ، دلالة على أنها من الأسماء ، عند الكوفيين.
(٣) أنشده الكسائي ، كما في اللسان ـ مادة نعم.
(٤) ٢٢ / الشعراء : ٢٦.
(٥) ٢٧ / الدخان : ٤٤.
(٦) ١١ / المزمل : ٧٣.
(٧) كالضّربة والشّتمة.