قيل : وهو أقلّ من التّفل. وقال الهرويّ : هنّ السّواحر تنفث ، أي تتفل بلا ريق كما يعمل الرّقاة. ثم نقل عن أبي عبيدة أنّ النفث بالفم شبّه بالنفخ. وأمّا التّفل فلا يكون إلا ومعه شيء من الريق. وفي الحديث : «إنّ روح القدس نفث في روعي» (١) أي ألقى ، وهو مجاز عن النفخ. وقيل : معناه أوحى إليّ ذلك. والرّوع : النفس.
وفي الحديث : «أعوذ بالله من نفخه ونفثه» (٢) قال أبو عبيد : تفسيره في الحديث أنه الشّعر سمي نفثا لأنه شيء ينفث ، أي يلقى من الفم. ومنه : الحية تنفث السّمّ. وفي المثل : «لو سألته نفاثة سواك» (٣) هو ما بقي بين الأسنان فينفثه. وفي المثل : «لا بدّ للمصدور أن ينفث».
ودم نفيث : نفثه الجرح. وفي حديث النّجاشيّ : «ما يزيد عيسى عليهالسلام على ما يقول هذا» (٤). وفي الحديث : «أنه قرأ المعوّذتين على نفسه ونفث» (٥) أي نفخ في يديه.
ن ف ح :
قوله تعالى : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ)(٦) النّفحة : الفورة. ومنه الحديث : «أول نفحة من دم الشهيد» (٧) أي فورة. وطعنة تفوح ، أي فوّارة. قيل : أصله في الخير. يقال : نفح الريح ينفح نفحا ، وله نفحة طيبة ، أي هبوب من الريح. ثم يستعار ذلك للشّرّ ، قاله الراغب (٨). ونفحته الدابّة : رمته برجلها ، ومنه حديث شريح : «أنه أبطل النّفح» (٩) أي كان لا يلزم صاحب الدابة شيئا إذا نفحت شيئا. ونفح الطيب أي ضاع. ونفحه بالسيف ، كناية عن ضربه به.
__________________
(١) النهاية : ٥ / ٨٨.
(٢) المصدر السابق.
(٣) مذكور في اللسان ـ نفث. ويقول ابن منظور : النفاثة : الشظية من السواك تبقى في فم الرجل فينفثها.
(٤) النهاية : ٥ / ٨٨ ، وتتمته : «... مثل هذه النّفاثة من سواكي هذا».
(٥) المصدر السابق.
(٦) ٤٦ / الأنبياء : ٢١.
(٧) النهاية : ٥ / ٩٠.
(٨) المفردات : ٥٠٠.
(٩) النهاية : ٥ / ٨٩.