ن ق ذ :
قوله تعالى : (وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ)(١) أي لا ينجون ولا يتخلّصون. يقال : أنقذته من كذا ، أي خلّصته منه. وقال بعضهم : الإنقاذ : التخليص من ورطة ، ومنه قوله تعالى : (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها)(٢). والنّقذ (٣) كالنّفض والقبض بمعنى المنفوض والمقبوض. وفرس نقيذ : أخذ من قوم ، لأنّه خلص منهم ، والجمع نقائذ.
ن ق ر :
قوله تعالى : (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)(٤) النّقير : الوقبة (٥) في ظهر النواة ، ومنها تنبت النخلة ، وهذا يضرب مثلا في القلّة ، وفيه قول آخر : نقل عن ابن عباس أنه سئل عن ذلك فوضع طرف إبهامه على باطن السّبابة ثم نقرها وقال : «هذا النّقير» (٦). وأصل النّقر قرع الشيء المفضي إلى النّقب. والمنقار : ما ينقر به كمنقار الطائر ، والحديدة التي ينقر بها. ويعبّر به عن البحث ، فيقال : نقرت عن الأمر. وعن الاغتياب فقيل : نقرته. وقالت امرأة لزوجها : مرّ بي على بني نظرى ولا تمرّ بي على بنات نقرى (٧) أي مرّ بي على الرجال الذين ينظرون إليّ لا على النساء اللاتي يغتبنني. والنّقير أيضا : ما ينقر من خشب النخل وينبذ فيه. وفي الحديث : «نهى عن النّقير والمزفّت» (٨).
وأنقر عن كذا : أقلع عنه ، ومنه قول ابن عباس : «ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن» أي ليقلع ويترك. قوله : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٩) أي نفخ في الصّور ، والناقور : الصّور.
__________________
(١) ٢٣ / يس : ٣٦.
(٢) ١٠٣ / آل عمران : ٣.
(٣) مكررة في الأصل.
(٤) ١٢٤ / النساء : ٤.
(٥) وفي الأصل : النقبة ، والتصويب من المفردات : ٥٠٣.
(٦) النهاية : ٥ / ١٠٤.
(٧) كذا في اللسان ، وفي الأصل : نظر .. نقر.
(٨) المصدر السابق. يقول : النقير : أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. والمقصود : نهى عن نبيذ النقير.
(٩) ٨ / المدثر : ٧٤.