وأصل إطلاق النّقر على النّفخ ، وتسمية الصّور ناقورا ، أي منفوخا فيه ، والله أعلم ، من قولهم : نقرت الرجل : إذا صوّتّ له بلسانك ، وذلك بأن تلصق بلسانك نقرة حنكك ، فشبّه النافخ بذلك.
ونقرت الرجل أيضا : خصصته بالدّعوة ، كأنّك نقرت له بلسانك مشيرا إليه. وتلك الدّعوة يقال لها النّقرى ، والدعوة العامة الجفلى. قال الشاعر (١) : [من الرمل]
نحن في المشتاة ندعو الجفلى |
|
لا ترى الآدب فينا ينتقر |
الآدب : صاحب المأدبة.
ن ق ص :
قوله تعالى : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ)(٢) النّقص : ضدّ الزيادة. وفي معنى الآية الكريمة وجهان : أحدهما ما ينقص من عددهم ، والثاني ما تأكله من لحومهم وتمصّه من دمائهم. وأصل النّقص في الأجرام ، ويستعمل في المعاني أيضا مجازا ، وبمعناه النقصان كالكفر والكفران والخسر والخسران. ويكون قاصرا ومتعديا لواحد ولاثنين كزاد في ذلك كلّه. تقول : نقص المال ، ونقصت زيدا مالا ، ونقصت المال.
ن ق ض :
قوله تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها)(٣) النّقض ضدّ الإبرام ، وهو انتثار العقد من البناء والحبل والعهد. والنّقض : المنقوض ، وذلك في الشّعر أكثر. والنّقض كذلك [وذلك](٤) في البناء أكثر ، والنّقض : البعير المهزول ، والجمع في الجميع أنقاض.
والمناقضة في الكلام : التخالف ، وأصله التخالف نفيا وإثباتا من النقيضين ، فإنّ النّقيضين كلّ قضيّتين متى صدقت إحداهما كذبت الأخرى. والنّقيضان لا يجتمعان ولا
__________________
(١) البيت لطرفة ، الديوان : ٧٧. المشتاة : الشتاء.
(٢) ٤ / ق : ٥٠.
(٣) ٩٢ / النحل : ١٦.
(٤) إضافة مناسبة للسياق.