الخير ويزجر عن فعل الشّرّ. قوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى)(١) أي نهاية الأمور ، كقوله : (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ)(٢). قال بعض الأئمة : إذا انتهى الكلام إلى الله عزوجل فانتهوا.
قوله : (سِدْرَةِ الْمُنْتَهى)(٣) أي التي تنتهي إليها أعمال العباد. وقيل : هي التي ينتهى إليها ، فلا تجاوز. وفي الحديث : «أنّه أتى على نهي من ماء» (٤) النّهي بفتح النون وكسرها وسكون الهاء ، موضع يجتمع فيه الماء كالغدير ؛ سمي بذلك لأنه يحجز الماء أن يفيض منه. قوله : (فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ)(٥). الانتهاء : الانزجار عمّا نهي عنه لأنه مطاوع نهيته. ومنه قوله تعالى : (إِنْ يَنْتَهُوا)(٦)(فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(٧) ولما سمعها عمر قال : «يا ربّ انتهينا». ومن ثمّ قالوا : إنّ الاستفهام هنا بمعنى الأمر ، كأنّه قال : انتهوا.
والإنهاء في الأصل إبلاغ النّهي ، ثم تعورف في كلّ إبلاغ حديث ، نهيا كان أو أمرا أو خبرا. ومنه : أنهيت إليه خبر كذا. ونهاية الشيء : آخره. وقولهم لرجل : ناهيك من رجل ، أي لكفايته. كأنّه ينهاك عن طلب غيره. وناقة نهية : تناهت سمنا ؛ تنهى الإنسان ، أي يطلب غيرها لسمنها.
ونهاء النّهار : ارتفاعه. وتنهية الوادي : حيث ينتهي إليه (٨).
__________________
(١) ٤٢ / النجم : ٥٣.
(٢) ٣ / التغابن : ٦٤ ، وغيرها.
(٣) ١٤ / النجم : ٥٣.
(٤) النهاية : ٥ / ١٣٩.
(٥) ٢٧٥ / البقرة : ٢.
(٦) ٣٨ / الأنفال : ٨.
(٧) ٩١ / المائدة : ٥.
(٨) يريد : ينتهي إليه السيل.