فهو كافر» (١). قال أبو عبيد : إنما غلّظ القول فيه لأنّ العرب كانت تقول : إنما هو فعل النجم ، ولا يجعلونه سقيا من الله تعالى. وأما من قال ذلك ولم يرد هذا المعنى ، بل مطرنا في هذا الوقت ، فذلك جائز ، كما جاء عن عمر رضي الله تعالى عنه : «إنه استسقى بالمصلى ثم نادى العباس : كم بقي من نوء الثّريا؟ فقال : إنّ العلماء يزعمون أنّها تعترض في الأفق سبعا بعد وقوعها ، فو الله ما مضت تلك السّبع حتى غيث الناس» (٢) أراد عمر : كم بقي من الوقت الذي جرت العادة إذا تمّ أتى أمر الله بالمطر. نقل ذلك الهرويّ عن أبي منصور.
وفي الحديث أيضا : «أن رجلا ربط خيلا فخرا ورياء ونواء للإسلام» (٣). النّواء مصدر ناوأت أناوىء مناوأة ونواء ، أي عاديت. وأصله ناء إليك ، ونؤت إليه. والنّواء أيضا جمع نائية بمعنى ناهضة. وعليه قولها : [من الوافر]
ألا يا خمر للشّرف النّواء |
|
وهنّ معقّلات بالنّواء |
فيكون ذلك نحو صائمة وصيام كقول الآخر (٤) : [من البسيط]
خيل صيام وخيل غير صائمة
وقال الهرويّ : النّواء : السّمان (٥). وقد نوت الناقة تنوى. إذا سمنت. وعلى هذا فليس البيت من مادّتنا. ونواء جمع ناوئة.
ن و ب :
قوله تعالى : (وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ)(٦) أناب ، أي رجع مرة بعد أخرى ، وكذلك النّوب أيضا. يقال : ناب ينوب نوبا ، وأناب ينيب إنابة. والإنابة إلى الله : الرجوع إليه بالتّوبة. قال
__________________
(١) بعضه في النهاية : ٥ / ١٢٢.
(٢) بعضه في المصدر السابق.
(٣) النهاية : ٥ / ١٢٣.
(٤) صدر للنابغة الذبياني ، وعجزه كما في الديوان : ١١٢ :
تحت العجاج وخيل تعلك اللّجما
(٥) وردت المادة في اللسان في (نوي) وليس في (نأي) ، كما ذكر بعد سطر.
(٦) ٢٤ / ص : ٣٨.