وقد قرىء هذا الحرف بقراءات كثيرة حرّرناها في غير هذا ولله الحمد.
ن و ق :
قوله تعالى : (ناقَةُ اللهِ)(١) الناقة : الأنثى من الإبل ، وتجمع على نوق. وفي المثل : «كيف العيّوق بعد النوق» (٢) على أينق ، وأصله أنوق ، ثم قلبت الكلمة بأن قدّمت الواو على النون وقلبت تاء ، والتاء في ناقة لتأكيد التأنيث كما قدّمناه في نعجة. وهذه الناقة كان خلقها على خلاف غيرها من بنات جنسها ، ولها قصة مشهورة. وفي الحديث : «أنّ رجلا قد سار على جمل قد نوّقه» (٣) أي راضه وذلّله. و «استنوق الجمل» (٤) أي ذلّ ذلّ الناقة. قال الشاعر (٥) : [من الرجز]
يا ناق سيري عنقا فسيحا |
|
إلى سليمان فنستريحا |
أراد ناقة فرخّمها.
ن و ل :
قوله تعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها)(٦) أي لن يصل إليه ما يعدّ لكم ثوابه عن التّقوى ، أي ناله يناله ، وينوله نولا ونيلا. ففي العين الواو والياء ، إلا أنّ لغة القرآن الياء. قال تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً)(٧) أي يصيبون منهم مالا أو عرضا. يقال : هو ينال من عدوّه ، أو وتره في مال أو عرض أو غير ذلك. ومنه الحديث : «أنّ رجلا كان ينال من الصّحابة» (٨) أي الوقيعة فيهم.
__________________
(١) ٧٣ / الأعراف : ٧.
(٢) لم نجده في المظان.
(٣) النهاية : ٥ / ١٢٩.
(٤) مثل يعزى إلى طرفة بن العبد قاله عند ما سمع شعرا للمسيب بن علس.
(٥) رجز لأبي النجم ، كما في الكتاب لسيبويه : ٣ / ٣٥ ، شرح المفصل : ٧ / ٢٦. وهو من شواهد اللغة. العنق : ضرب من السير. وسليمان هو ابن عبد الملك.
(٦) ٣٧ / الحج : ٢٢.
(٧) ١٢٠ / التوبة : ٩.
(٨) النهاية : ٥ / ١٤١ ، وورد في «نيل».