والنّول والنّوال : العطاء. ومنه حديث موسى والخضر : «فحملوهما بغير نول» (١) أي بغير جعل. ويقال : نلت معروفا ، ونوّلته إياه ، وأنلته إياه رسولا ونيلا وتنويلا وإنالة. قال كعب بن زهير / رضي الله تعالى عنه (٢) : [من البسيط]
أرجو وآمل أن تدنو مودّتها |
|
وما إخال لدينا منك تنويل |
وقال الراغب (٣) : النّيل : ما يناله الإنسان بيده. نلته أناله نيلا. قال تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً). والنّول : التّناول. يقال : نلت كذا أنوله ، وأنلته : أوليته. قال : ومثل ذلك : عطوت كذا : تناولت كذا. وأنلته : أعطيته. يقال : ما كان نولك أن تفعل كذا ، أي ما فيه نوال صلاحك. قال الشاعر (٤) :
جزعت وليس ذلك بالنّوال (٥)
قيل : معناه : بالصّواب. وحقيقة النّوال ما تناله من الصّلة ، وتحقيقه : ليس ذلك مما تنال منه مرادا. ويقال : نال الشيء ، أي جاوز وقرب. ومنه قول أبي بكر رضي الله تعالى عنه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد نال الرحيل» (٦) أي حان. ويقال : نولك أن تفعل كذا ، أي حقّك. وقد نال لك ذلك ينول نولا.
ن و م :
قوله تعالى : (وَالنَّوْمَ سُباتاً)(٧) قال الراغب (٨) : قد فسّر النّوم على أوجه كلّها صحيحة ، بنظرات مختلفة ؛ قيل : هو استرخاء أعصاب الدّماغ برطوبات البخار الصاعد
__________________
(١) النهاية : ٥ / ١٢٩.
(٢) الديوان : ٩ ، وفيه رواية أخرى.
(٣) المفردات : ٥٠٩.
(٤) عجز للشاعر لبيد ، وصدره كما في الديوان : ٧٣ :
وقفت بهنّ حتى قال صحبي :
(٥) وقال الأصمعي : لا أدري ما النوال. وقال أبو عبيدة : النوال : الشأن والهمة.
(٦) النهاية : ٥ / ١٤٢ ، في مادة «نيل».
(٧) ٤٧ / الفرقان : ٢٥.
(٨) المفردات : ٥١٠.