إليه. وقيل : هو أن يتوفّى الله النّفس من غير موت ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) الآية (١). وقيل : النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل. والمنام والنّوم واحد. والإنامة : القتل. ومنه قول عليّ رضي الله تعالى عنه وقد حثّ على قتال الخوارج : «إذا رأيتموهم فأنيموهم» (٢) أي اقتلوهم. قال الهرويّ : نامت الشاة : إذا ماتت. قال الفراء : النائمة : الميتة.
وفي الحديث : «خير أهل ذلك الزمان كلّ مؤمن نومة» (٣) أي خامل الذكر ، غامض بين الناس ، لا يعرف الشرّ وأهله. وقال أبو بكر في «جمهرته» (٤) : النّومة ، يعني بضمّ النون : الخامل الذكر. والنّومة ، يعني بفتحها : الكثير النوم ، وفيه نظر لأنّ بناء فعله يدلّ على كثرة الفعل نحو همزة ولمزة وضحكة. وقد نصّ الراغب (٥) على أنّ النّومة ـ أعني بضمّ النون ـ يطلق على الكثير النوم وعلى الخامل. والنّؤوم أيضا : الكثير النّوم ، نحو ضروب وكسوب. واستنام إلى كذا : أطمأنّ إليه.
والمنامة : ثوب ينام فيه. وأنمته : تسبّبت في نومه. ونام السوق : كسد. ونام الثوب : أخلق ؛ كلّ شيء على التشبيه. وفي حديث عليّ رضي الله تعالى عنه : «دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا على المنامة» (٦) قيل : هي هنا الدكان ، وفي غيره القطيفة (٧).
ن و ن :
قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ)(٨) أي اذكر صاحب النون. النون : الحوت كما صرّح به
__________________
(١) ٤٢ / الزمر : ٣٩.
(٢) النهاية : ٥ / ١٣١.
(٣) المصدر السابق ، والحديث لعلي.
(٤) الجمهرة : ٣ / ١٧٩ ، العمود : ٢. على ابن دريد يقول : «ورجل نومة إذا كان خاملا بتسكين الواو». وللمعنى المذكور في النهاية على وزن «همزة».
(٥) المفردات : ٥١٠.
(٦) النهاية : ٥ / ١٣١ ، والحديث لعلي.
(٧) والميم الأولى زائدة في كلمة «منامة».
(٨) ٨٧ / الأنبياء : ٢١.