في قوله : (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ)(١) والمراد به نبيّ الله يونس بن متّى عليهالسلام ، وإنّما أضيف يونس إلى النون لابتلاعه إياه في قصة مشهورة (٢). ويجمع على نينان ، نحو حوت وحيتان. وقال بعضهم : النون : الحوت العظيم فخصّصه.
ونون في قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ)(٣) منهم من يجعله حرف تهجّ ـ وهو الصواب ـ كنظائره نحو «ص» و «ق» و «حم». وقيل : هو حوت عظيم في بحر عظيم ، حامل الثور عليه الأرضون. أقسم الله تعالى به في قصة طويلة ، والله أعلم بصحتها.
ويعبّر بالنون عن الناقة الضامرة تشبيها بحرف الهجاء في الهيئة كقول الشاعر : [من الطويل]
وحرف كنون تحت راء ولم يكن |
|
بدال يؤم الرسم غيّره النّقط |
وفي هذا البيت تورية حسنة كبيرة أوردتها في شرح قصيدة كعب بن زهير (وتلخيصه أنه أراد بنون حرف الهجاء ، وبالحرف الناقة ، وأراد براء اسم فاعل) (٤) من رأى (٥) ، أي ضرب الرئة ، وبدال اسم فاعل من دلا يدلو ، وبالرسم رسم الدار ، وبالنّقط المطر.
ن و ي :
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى)(٦) النّوى للثمرة عجمها ، وهو الذي ينبت منه الشجر ، الواحدة نواة ، فهو اسم جنس. والنّواة أيضا : الحاجة. يقال : لي عنده نيّة ونواة ، أي حاجة ، وذلك من نوى ينوي ؛ إذا تجرّد للشيء قاصدا له. وفي الحديث : «تزوجت على نواة من ذهب» (٧) أي قدر نواة من ذهب ، وهو خمسة دراهم.
__________________
(١) ٤٨ / القلم : ٦٨.
(٢) انظرها في كتابه : «معجم أعلام القرآن».
(٣) ١ / القلم : ٦٨.
(٤) ما بين قوسين ساقط من ح.
(٥) رأى : ضرب على الرئة ، وراء اسم فاعل بمعنى ضارب على الرئة.
(٦) ٩٥ / الأنعام : ٦.
(٧) النهاية : ٥ / ١٣١ ، والحديث لعبد الرحمن بن عوف ، إذ تزوج امرأة من الأنصار.