(وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا)(١) أي الوقت الذي حدّدناه له. فالميقات : الوقت المضروب للشيء ، والوعد : الذي جعل له وعد. وقد يطلق الميقات ويراد به المكان. ومنه مواقيت الحجّ المكانية كقوله : «وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة» الحديث (٢) لأنه بمعنى حدّد وقوله : (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ)(٣) أي حدود الأزمنة يعرفون بها آجال ديونهم وعدّة نسائهم ووقت نسكهم بأداء الحجّ ، وغير ذلك. والتقدير : مواقيت لحاجات الناس.
و ق د :
قوله تعالى : (النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ)(٤) ـ بالفتح ـ اسم للحطب ونحوه ـ وبالضمّ ـ المصدر ، نحو الوضوء والوضوء. وقد قرىء (وَقُودُهَا)(٥) بضمّ الواو فقيل : هو على حذف مضاف ، أي ذوو وقودها. وقيل : هما بمعنى ، فقد جاء المصدر على فعول ـ بالفتح ـ في أفعال محصورة أتينا عليها مشروحة في غير هذا الموضع. وقوله تعالى : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ)(٦) يجوز أن تكون حقيقة ؛ فإنّ العادة جرت بإيقاد النار للحروب ، وأن تكون استعارة على المشهور. يعني أنهم يتعاطون التحرّز على المؤمنين والتعاضد عليهم. وجعل تعالى خذلانهم لهم عبارة عن إطفائها ، وحسّن ذلك المقابلة. وأوقد واستوقد بمعنى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً)(٧). ويجوز أن يكون استفعل على بابه من طلب الإيقاد مجازا ، وهو أبلغ. ويقال : وقدت النار واتّقدت واستوقدت بمعنى واحد. وقد يستعار الإيقاد للتألّق فيقال : اتّقد الجوهر والذهب ونحوهما.
و ق ذ :
قوله تعالى : (وَالْمَوْقُوذَةُ)(٨) أي المضروبة بعصا أو حجر ونحوهما حتى تموت.
__________________
(١) ١٤٣ / الأعراف : ٧.
(٢) النهاية : ٥ / ٢١٢.
(٣) ١٨٩ / البقرة : ٢.
(٤) ٥ / البروج : ٨٥.
(٥) ٢٤ / البقرة : ٢.
(٦) ٦٤ / المائدة : ٥.
(٧) ١٧ / البقرة : ٢.
(٨) ٣ / المائدة : ٥.