قلت : اللقب ضرب من العلم ، وقسم من أقسامه ، وقد قسم النحاة العلم إلى ثلاثة أقسام : اسم ولقب وكنية. وإذا اجتمع اللقب مع غيره تأخّر عنه ، وهو عكس استعمال الناس اليوم. وقد جاء ذلك في ضرورة كقول الشاعر (١) : [من البسيط]
بأنّ ذا الكلب عمرا خيرهم نسبا |
|
ببطن شريان يعوي حوله الذّيب |
ل ق ح :
قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)(٢). اللواقح من الريح : التي تلقح النخل ، أي تحمل ريح الذّكر إلى الأنثى فتطلع ، وضدّها العقيم ؛ سميتا بذلك على الاستعارة من الحيوان الذي يلقح وينتج وعكسه ، يقال : لقحت الناقة تلقح لقحا ولقاحا ، وكذلك الشجرة. وألقح الفحل الناقة ، والريح السحاب ، وألقح زيد النخلة ولقّحها واستلقحها.
وقيل : معنى لواقح : ذات لقاح. وناقة لاقح (٣) ذات لبن وجمعها لقاح ولقّح. والملاقيح : التي في بطونها أولادها ، وقيل : جمع لقحة على غير قياس ، وقيل : جمع ملقح تقديرا وكذا الملاقيح. وقيل : الملاقيح : ما في بطن الأمهات ، وفي الحديث : «نهى عن بيع الملاقيح والمضامين» (٤). فالملاقيح : ما في بطون الأمهات ، والمضامين : ما في أصلاب الآباء ، واللّقاح : ماء الفحل. وقيل : معنى لواقح : حوامل ؛ قال الأزهريّ : جعلها حوامل لأنها تحمل السحاب الذي تقلّه ثم تمرّ به فتستدرّه. ولواقح : جمع لاقحة أي ذات لقاح ، نحو : همّ ناصب أي ذو نصب ، وقال يعقوب : اللواقح : الحوامل. واللّقاح : ذوات اللبن واحدتها لقوح ولقحة ، وقال غيره : ناقة لقحة ولقحة ، وقد لقحت ـ بالكسر ـ تلقح لقاحا ولقاحا بالفتح والكسر ، وهي التي تنجب حديثا ، والجمع لقح ولقّح. وفي حديث ابن عباس : «اللقاح واحد» (٥). وقال الليث : اللّقاح : اسم ماء الفحل. أراد أنّ ماء الفحل الذي حملت منه واحد. قيل : ويجوز أن يكون بمعنى الإلقاح ، يقال : ألقح الفحل الناقة إلقاحا
__________________
(١) البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب بن العجلان أحد بني كاهل (شرح ابن عقيل : ١ / ١٠٤).
(٢) ٢٢ / الحجر : ١٥.
(٣) في الأصل : لقاح ، والتصويب من اللسان والنهاية. وفي المفردات : لقحة.
(٤) النهاية : ٤ / ٢٦٣.
(٥) النهاية : ٤ / ٢٦٢.