(أُولِي الْأَيْدِي)(١) أي القدرة والقوة. ومن الثاني قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ)(٢) ولذلك عقّبه بقوله : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ)(٣). وهذا كناية عن بسط اليد في النفقة وقبضها. واليد : النعمة أيضا. ومنه : لي على فلان يد ، إلا أنه خولف بينهما في الجمع فقالوا في الجارحة أيد وفي الجمع أياد ويديّ (٤). وأنشد الراغب (٥) : [من الطويل]
فإن له عندي يديّا وأنعما
وإنّما أطلقت اليد على هذه الأشياء لأنّها يتعاطى بها ذلك. وقد ذكر الهرويّ أنّ اليد تطلق على أشياء منها الاستسلام. ومنه قوله عليه الصلاة والسّلام في مناجاته لربّه : «هذه يدي لك» (٦) أي أنقدت واستسلمت. ومنه أيضا حديث عثمان : «هذه يدي لعمار» (٧) أي أنا منقاد له فليحتكم عليّ. وقال الشاعر (٨) : [من الطويل]
أطاع يدا بالقود فهو ذلول
ومنها القدرة ، ومنه قوله تعالى : (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ)(٩). أي القدرة والبصائر. وتقول العرب : هم يد على الآخرين ، أي قادرون عليهم. ومنه قول عليّ بن عديّ الغنويّ الذي عرف بالعذير (١٠) : [من الكامل]
فاعمد لما يعلو فما لك بالذي |
|
لا تستطيع من الأمور يدان |
__________________
(١) ٤٥ / ص : ٣٨.
(٢) ٦٤ / المائدة : ٥.
(٣) من الآية السابقة.
(٤) جاء في هامش الورقة ٤٣٨ / ح : «الأيدي : الأعضاء ، والأيادي هي النعم ، كما ذكره أبو عمرو بن العلاء ؛ وقع الجمع للحقيقة وجمع الجمع للمجاز. ونظيره : بيوت وبيوتات ...».
(٥) المفردات : ٥٥٠.
(٦) النهاية : ٥ / ٢٩٣.
(٧) المصدر السابق.
(٨) من أمثالهم ، كما في اللسان ـ مادة يدي. وفي الأصل : في القول.
(٩) ٤٥ / ص : ٣٨.
(١٠) البيت مذكور في المفردات من غير نسبة ، وهو في اللسان مادة يدي منسوب إلى كعب بن سعد الغنوي الشاعر الجاهلي ، ولعله أصوب.