يقال في الشيء القليل كقوله تعالى : (وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً)(١). قوله : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)(٢) أي إلى يسر وغنى. وقرىء «ميسرة» و «ميسرة» ، بالفتح والضمّ. واليسار أخت اليمين ، والمشهور فتح الياء. ونقل الراغب كسرها (٣).
واليسرات : القوائم الخفاف. ويسرت الغنم : تهيّأت للولادة. وأنشد الفراء لأبي أسيدة الدّبيريّ (٤) : [من الطويل]
هما سيّدانا يزعمان ، وإنّما |
|
يسوداننا أن يسّرت غنماهما |
وفي الحديث : «كلّ ميسّر لما خلق له» (٥) أي مهيّأ ومصروف إليه. وأنشد للأعشى (٦) : [من الطويل]
ويسّر سهما ذا غرار يسوقه |
|
أمين القوى في صلبة المترنّم |
قوله : (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)(٧) أي سهّل خروجه. قوله تعالى : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ)(٨) الميسر : القمار. وله كيفية ذكرناها مستوفاة ، واختلاف أهل اللغة فيها في كتابنا «القول الوجيز». وله عشرة أسهم معروفة. وقال بعضهم : الميسر : الجزور ، لأنّها تجزّأ. وكلّ شيء جزأته فقد يسّرته. والياسر : الجازر. يقال : ياسر ويسر والجمع أيسار. ورجل يسر وأيسر ، أي سهل. وفي الحديث : «كان عمر أعسر أيسر» (٩) قال أبو عبيدة : هكذا رواه المحدّثون ، والصواب : «أعسر يسرا» وهو الأضبط الذي يعمل بكلتا يديه. قوله : (ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ)(١٠) أي لقلّته يسهل إعطاؤه.
__________________
(١) ١٤ / الأحزاب : ٣٣.
(٢) ٢٨٠ / البقرة : ٢.
(٣) لم يؤكد الراغب الكسر بل قال : «اليسار أخت اليمين ، وقيل اليسار بالكسر» (المفردات : ٥٥٢).
(٤) الكلمة ساقطة من س. والبيت في معاني القرآن : ٣ / ٢٧١ ، كما أورده اللسان.
(٥) النهاية : ٥ / ٢٩٦.
(٦) الديوان : ١٢١. ذو غرار : ذو حد. أمين القوى : هو الوتر.
(٧) ٢٠ / عبس : ٨٠.
(٨) ٩٠ / المائدة : ٥.
(٩) النهاية : ٥ / ٢٩٧. والرواية الأخرى مذكورة فيه.
(١٠) ٦٥ / يوسف : ١٢.