واللهاب : الحرارة التي يجدها العطشان. ويقال للدّخان لهب أيضا ، إما لأنه ينشأ منه أو على التشبيه في الارتفاع كما سمي الغبار به لذلك.
ل ه ث :
قوله تعالى : (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ)(١) اللهث : إدلاع اللسان أي إخراجه من العطش ؛ مثّل الله سبحانه حال بلعام بن باعوراء بحال كلب هذه صفته ؛ فإذا كان لاهثا لم يملك دفع ضرّ ولا جلب نفع ، فلم يكتف بأن جعل مثله مثل الكلب بل مثل كلب متّصف بما ذكر. فقوله : (إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ) في محلّ الحال لأنّ الكلب لا يزال كذا دائما ينبهك بذلك لأن بعض الناس قد توهّمه.
ورجل لهثان وامرأة لهثاء ، أي بهما عطش. واللهاث : العطش ، وقيل : اللهث يستعمل في العطش وفي الإعياء جميعا.
ل ه م :
قوله تعالى : (فَأَلْهَمَها فُجُورَها)(٢) أي ألقى في روعها. والإلهام : إلقاء الشيء في الرّوع ، يعني نفس الإنسان ، إلا أنّ ذلك يختصّ بما كان من جهة الله تعالى أو من جهة الملإ الأعلى ، ومنه قوله عليه الصلاة والسّلام : «إنّ روح القدس نفث في روعي» (٣) الحديث. وذلك يعبّر عنه أيضا بلمّة الملك ، ويروى «إنّ للملك لمّة وإنّ للشيطان لمّة وإنّ روح القدس نفث في روعي». قيل : وأصله من التهام الشيء أي ابتلاعه. والتهم الفصيل ما في الضّرع أي امتصّه. وفرس لهم : كأنّه يلتهم الأرض لشدّة عدوه. وفي الدعاء : «اللهمّ ألهمنا رشدنا» (٤) أي ، وفّقنا له ، وحقيقته : أدخل ذلك في قلوبنا.
__________________
(١) ١٧٦ / الأعراف : ٧.
(٢) ٨ / الشمس : ٩١.
(٣) النهاية : ٤ / ٢٤.
(٤) النهاية : ٤ / ٢٨٢ ، وفيه : تلهمني بها رشدي.