«إليات» في «إلياس» ، وهذا ضعيف من وجهين : إحدهما عدم الموجب لقلب الياء ألفا لسكونها. والثاني أنّ قلب السين تاء محفوظ لا يقاس عليه ، فدعوى ذلك مجرد احتمال. وزعم أبو عبيد أنّ التاء ليست من تمام «لا» إنّما هي متصلة بحين ، والعرب تفعل ذلك فتقول : جئتك تحين قام زيد ، وأنشد (١) : [من الكامل]
العاطفون تحين لا من عاطف |
|
والمطعمون تحين لا من مطعم |
وبأنها كتبت في المصحف كذا (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ). وقد ردّ الناس عليه مقالته بما أوضحناه في غير هذا. وقد قرىء بجرّ الحين في الآية. وتخريجه في غير هذا الموضوع من تآليفنا ، وقد اختلف القراء في الوقف على تائها ؛ هل هو بالتاء أو بالهاء حسب اختلافهم في «اللات» سواء بسواء.
ل و ح :
قوله تعالى : (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)(٢) اللوح في التّعارف : ما يكتب فيه ، ولا يعلم كنه هذا اللوح إلا الله تعالى ، وفيه أعمال الخلائق كلّها. قال الراغب (٣) : كيفيته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار ، وهو غير المعبّر عنه بالكتاب في قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ)(٤). قلت : قد اختلف الناس في ذاته وكيفيته فقيل : من نور ، وقيل : من ذهب ، وأن القلم جرى عليه فكتب فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. كلّ ذلك لتستملي الملائكة منه ، ثم تمليه على ملائكة آخرين دونهم من الأوامر والنّواهي والرزق. فسبحان العالم بحقيقة ذلك ، وعلم الله مستغن عن اللوح : (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى)(٥) وإنما فائدته ما ذكرت لك.
__________________
(١) عزاه ابن منظور إلى أبي وجزة (مادة ـ حين) ، وفيه : ما من. وعجزه :
والمفضلون يدا ، إذا ما أنعموا
(٢) ٢٢ / البروج : ٨٥.
(٣) المفردات : ٤٥٦.
(٤) ٧٠ / الحج : ٢٢.
(٥) ٥٢ / طه : ٢٠.