ل و ط :
قوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً)(١) لوط : علم للنبيّ المشهور ابن أخت إبراهيم خليل الرحمن المهاجر معه صلىاللهعليهوسلم ، وهو منصرف لخفّته وإن [كان](٢) علما أعجميا. وغلط من جوّز فيه وفي «نوح» الوجهين. والظاهر أنه لا اشتقاق له لعجمته إلا أنهم قالوا : يجوز أن يكون مشتقا من لاط الشيء بقلبي يلوط لوطا (٣) ، أي لصق ولزق (٤). ومنه الحديث : «الولد ألوط ـ أي ألصق ـ بالكبير» (٥). وهذا الأمر لا يلتاط بصدري أي لا يلتصق به لتقرّبه منه.
ولطت الحوض بالطين : ملطته به. ويقال : لاط به يلوط لوطا ، ولاط يليط ليطا. ومن كلامهم : «من أحبّ الدّنيا التاط منها بثلاث : شغل لا ينقضي ، وأمل لا يدرك ، وحرص لا ينال» (٦).
واللّوط : الإصلاح ـ إيضا ـ ومنه : كان يلوط له مالا ، وكان يلوط حوضه ، ومنه قول ابن عباس : «إن كنت تلوط حوضها» (٧).
واللّيط : القشر اللاصق بالشجر ، وهذا أصل المادة. واللّيط ـ أيضا ـ اللون ، وقد فسر حديث وائل (٨) بن حجر : «في التّيعة شاة لا مقورّة الألياط» بالمعنيين ؛ فإنّ الألياط جمع ليط ، فعلى معنى الأول هي المتغيرة الحائلة عن أحوالها ، وأنشد محميد : [من المتقارب]
على عينها ليط أبكارها
وعلى معنى ألصق أي ليست مسترخية الجلود لهزالها.
__________________
(١) ٧١ / الأنبياء : ٢١.
(٢) إضافة يقتضيها السياق.
(٣) ويضيف الراغب : وليطا ، لأنها يائية وواوية.
(٤) في الأصل : لاق.
(٥) المفردات : ٤٥٦ ، وفي الأصل اضطراب صوبناه منه. وهو في النهاية : ٤ / ٢٧٧ بدون كلمة : الكبير.
(٦) النهاية : ٤ / ٢٧٧ ، وفيه : «وحرص لا ينقطع» ، وهو حديث.
(٧) النهاية : ٤ / ٢٧٧ ، من حديث طويل قاله ابن عباس في الذي سأله عن مال اليتيم وهو واليه.
(٨) في الأصل : قاتل. النهاية : ٤ / ٢٨٥ ، من كتابه لوائل.