٥ ـ شيوخه وتلاميذه :
أذكى الإسلام جذوة المعرفة في النفوس ، فكانت أول آية تنزلت على قلب محمد صلىاللهعليهوسلم (اقْرَأْ)(١) وقد حضّ الرسول الكريم على طلب العلم جاعلا إياه فريضة على المسلمين فقال «طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر» (٢) وعمل المسلمون بهذه الفريضة فلم يمض قرن من الزمان حتى بلغت الحضارة العربية الإسلامية مبلغا عظيما.
وكان تشجيع الرسول صلىاللهعليهوسلم منصبا ـ أكثر ما يكون ـ على دعوة المسلمين إلى تعلم القرآن الكريم وتعليمه فقال «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٣) وهكذا أحس كل فرد في الأمة أن عليه واجبا مقدسا يتقرب بواسطته إلى الله تعالى ، فحمل رسالة الأخذ والعطاء فانتشرت حلقات العلم التي دار معظمها حول القرآن الكريم.
وصاحبنا الإمام اليزيدي كان ممن اقتبس من أنوار الأئمة ليحمل من بعد مشعل العلم والمعرفة.
ومن الذين أخذ عنهم الإمام عبد الله والده يحيى وأبو عمرو بن العلاء الذي حدث عنه نقلا عن أبيه. قال ابن الجزري (٤) «وأخذ القراءة عرضا ، وسماعا عن أبيه عن أبي عمرو وله عنه نسخة ، قال الحافظ الداني : وهو من أجلّ الناقلين عنه» كما أخذ عن ابن زياد الفراء ، قال ثعلب (٥) «ما رأيت في
__________________
(١) سورة العلق ٩٦ / ١.
(٢) رواه ابن عبد البر في العلم عن أنس. حديث صحيح. السيوطي الجامع الصغير ٢ / ١٣٢.
(٣) حديث صحيح ، للبخاري والترمذي ، كلاهما عن علي ، ولأحمد في مسنده وأبي داوود وللترمذي ولابن ماجة ، كلهم عن عثمان. السيوطي ـ الجامع الصغير ١ /؟؟؟ ٦٢.
(٤) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٦٣.
(٥) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.