علم غريب القرآن
معنى الغريب :
تدل مادة «غرب» في اللغة على معنى البعد والغموض والخفاء (١) قال الإمام أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي : (٢) «الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم ، كما أن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل ، والغريب من الكلام يقال به على وجهين : أحدهما أن يراد به أنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر ، والوجه الآخر أن يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب ، فإذا وقعت إلينا الكلمة من لغاتهم استغربناها» وهذا المعنى الأخير
__________________
(١) قال الفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط : الإغراب الإتيان بالغريب وغرب غاب وبعد ، وغرب غمض وخفي. وقال الفيّومي في المصباح المنير : غربت الشمس تغرب غروبا بعدت وتوارت في مغيبها ، وغرب الشخص غرابة بعد عن وطنه فهو غريب ، وأغرب جاء بشيء غريب ، وكلام غريب بعيد من الفهم. وقال الزمخشري في أساس البلاغة : تكلّم فأغرب إذا جاء بغرائب الكلام ونوادره ، تقول : فلان يعرب كلامه ويغرب فيه وفي كلامه غرابة ، وقد غربت هذه الكلمة أي غمضت وخفيت فهي غريبة ومنه : مصنف الغريب.
(٢) حاجي خليفة ـ كشف الظنون ٢ / ١٢٠٣.