٢ ـ سورة البقرة
١ ـ (الم)(١) : فما أشبهها من «ق» و «صاد» فواتح للسور.
__________________
(١) انها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لله عزوجل في كل كتاب سر ، وسر الله في القرآن أوائل السور ، وإلى هذا المعنى ذهب الشعبي وأبو صالح وابن زيد. وقال ابن عباس وعكرمة : انها حروف أقسم الله بها ـ وقال ابن قتيبة : ويجوز ان يكون أقسم بالحروف المقطعة كلها واقتصر على ذكر بعضها كما يقول القائل : تعلمت : ؛ أ ـ ب ـ ت ـ ث وهو يريد سائر الحروف ، وكما يقول : قرأت الحمد ويريد فاتحة الكتاب فيسميها بأول حرف منها ، وانما أقسم بحروف المعجم لشرفها ولأنها مباني كتبه المنزلة وبها يذكر ويوحد. قال ابن الانباري : وجواب القسم محذوف تقديره : وحروف المعجم لقد بيّن الله لكم السبيل ، وانهجت لكم الدلالات بالكتاب المنزل ، وانما حذف لعلم المخاطبين به ، ولأن في قوله (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) دليلا على الجواب. وقال الفراء وقطرب : انه أشار بما ذكر من الحروف إلى سائرها والمعنى انه لما كانت الحروف اصولا للكلام المؤلف اخبر أن هذا القرآن إنما هو مؤلف من هذه الحروف ، فإن قيل فقد علموا أنه حروف ، فما الفائدة في أعلامهم بهذا؟ فالجواب انه نبه بذلك على اعجازه ، فكأنه قال : هو من الحروف التي تؤلفون منها كلامكم ، فما بالكم تعجزون عن معارضته؟ فإن عجزتم فاعلموا انه ليس من قول محمد عليهالسلام. وقال أبو روق عطية بن الحارث الهمذاني : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يجهر بالقراءة في الصلوات كلها ، وكان المشركون يصفقون ويصفرون ، فنزلت هذه الحروف المقطعة فسمعوها فبقوا متحيرين. وقال غيره : إنما خاطبهم بما لا يفهمون ليقبلوا على سماعه لأن النفوس تتطلع إلى ما غاب عنها معناه ، فإذا اقبلوا عليه خاطبهم بما يفهمون فصار ذلك كالوسيلة إلى الإبلاغ ، إلا انه لا بد له من معنى يعلمه غيرهم أو يكون معلوما عند ـ