أهميته والحث على الاعتناء به :
إن معرفة معاني الغريب ضرورية للمفسر ولقارىء القرآن ، لأن ذلك يسهل فهم المراد من كلام الله سبحانه وتعالى. قال القرطبي : (١) «ومن كماله أن يعرف الإعراب والغريب فذلك مما يسهل عليه [القارىء] معرفة ما يقرأ ويزيل عنه الشك فيما يتلو» وقد حث الرسول صلىاللهعليهوسلم على معرفة إعراب القرآن مرغبا بالثواب الكبير والأجر الجزيل ، فقد أخرج البيهقي من حديث ابن عمر مرفوعا «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه» (٢) و «من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات» والمراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه وليس المراد الإعراب المصطلح عند النحاة وهو ما يقابل اللحن (٣).
وقد جعل الكثير من المسلمين معرفة معاني ألفاظ القرآن الكريم أساسا لابد منه لمعرفة القرآن. قال فضيل بن عياض لجماعة «لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه ومحكمه من متشابهه وناسخه من منسوخه» (٤) وتتجلى أهمية معرفة ألفاظ كتاب الله العزيز إذا ما علمنا أن كثيرا من كبار الصحابة توقفوا عند كلمات فلم يقولوا فيها شيئا كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم ، ولذا قال صاحب التبيان (٥) «ويحرم تفسيره بغير علم والكلام في معانيه لمن ليس من أهلها .... وتفسير الألفاظ اللغوية لا يجوز الكلام فيه إلا بنقل صحيح من جهة المعتمدين من أهله».
__________________
(١) القرطبي ـ الجامع ١ / ٢١.
(٢) القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٧.
(٣) السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٤٩.
(٤) القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٢.
(٥) النووي ـ التبيان في آداب حملة القرآن ١ / ٩٩ ـ ١٠٠.