بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(١).
وقالوا له الأبتر بعد موت ابنه القاسم بمكّة. والكوثر : العدد الكثير (٢).
وقد صدق الله وعده لرسوله فإنه لا يعرف اليوم نسل للعاص بن وائل وأكثر الله نسل رسوله (ص) من ابنته فاطمة (ع) على وجه الأرض.
نهاية أمر المستهزئين :
قال ابن إسحاق ما موجزه :
فأقام رسول الله (ص) على أمر الله صابرا محتسبا مؤدّيا إلى قومه النصيحة على ما يلقى منهم من التكذيب ... فلما تمادوا في الشر وأكثروا الاستهزاء برسول الله (ص) أنزل الله ـ تعالى ـ عليه :
(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ* إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ* الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ...) (الحجر / ٩٤ ـ ٩٦).
ثم روى ابن اسحاق كيف أهلك جبرائيل كل واحد من المستهزئين (٣) ، وقال :
أن جبرئيل أتى رسول الله (ص) وهم يطوفون بالبيت ، فقام وقام رسول الله (ص) إلى جنبه ، فمرّ به الأسود بن المطلب ، فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي ، ومرّ به الأسود بن عبد يغوث ، فأشار الى بطنه فاستسقى [بطنه] فمات
__________________
(١) سيرة ابن هشام ١ / ٤٢١ ط. القاهرة. وتفسير سورة الكوثر بتفسير الطبري ٣٠ / ٢١٢ واللفظ للاول ، وسيرة ابن اسحاق ص ٢٥٢ ـ ٢٥٣.
(٢) تفسير الابتر والكوثر من المعجم الوسيط في اللغة.
(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ١٥ ـ ١٨ ط. القاهرة وتفسير السور في كتب تفسير القرآن بالحديث ، وسيرة ابن اسحاق ص ٢٥٤.