من الضروريات ولا نحتمل أنهم أرادوا ذلك كيف فان الموجودات الخارجية بشتى أنواعها وأشكالها ليست مما توجد بالإنشاء ، بداهة أن الألفاظ لم تقع في سلسلة عللها وأسبابها وان أرادوا به الإيجاد الاعتباري كإيجاد الوجوب والحرمة والملكية والزوجية وما شاكل ذلك فيرد عليه أنه يكفي في إيجاد هذه الأمور نفس اعتبار المعتبر من دون حاجة إلى التكلم بأي كلام والتلفظ بأي لفظ ، لوضوح أن الأمر الاعتباري بيد من له الاعتبار رفعاً ووضعاً فله إيجاده في عالم الاعتبار سواء أكان هناك لفظ يتلفظ به أم لم يكن.
نعم اللفظ مبرز له في عالم الخارج لا أنه موجد له وتقدم تفصيل ذلك بصورة موسعة فلاحظ.
إلى هنا قد استطعنا أن نخرج بهذه النتيجة : وهي أن مفاد الجملة الشرطية إذا كانت إخبارية فهو الدلالة على قصد المتكلم الحكاية والاخبار عن ثبوت شيء في الواقع على تقدير ثبوت شيء آخر فيه لا على نحو الإطلاق والإرسال ، بل على تقدير خاص وفي إطار مخصوص ، مثلا جملة ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود تدل على أن المتكلم قاصد للحكاية والاخبار عن وجود النهار لا على نحو الإطلاق والا لكان كاذباً ، بل على تقدير خاص وهو تقدير طلوع الشمس ومن الطبيعي أن لازم هذه النكتة يعني كون اخباره على تقدير خاص هو انتفائه عند انتفاء هذا التقدير ، لفرض أنه لم يخبر عنه على نحو الإطلاق وانما أخبر عنه على تقدير خاص وفي إطار مخصوص ، وعليه فبطبيعة الحال ينتفي اخباره بانتفاء هذا التقدير وهذا معنى دلالة الجملة الشرطية على المفهوم. مثلا في جملة لو شرب زيد سماً فمات أو لو قطع رأسه فمات فقد أخبر المتكلم عن وقوع الموت في الخارج على تقدير خاص وهو تقدير شرب السم أو قطع الرّأس لا مطلقاً ولازم ذلك قهراً انتفاء اخباره بانتفاء هذا التقدير.