والحسد لا يؤثر إلا في أصحابه كالنار تأكل بعضها البعض إن لم تجد ما تأكله. قال أحد الشعراء :
إصبر على حسد
الحسود |
|
فإن صبرك قاتله |
فالنار تأكل
بعضها |
|
إن لم تجد ما
تأكله |
فعلى الإنسان أن يستمتع بما يصادفه في حياته من مسرات ويؤدي العمل الذي يجب عليه أداؤه بجد واتقان دون أي مقارنة بينه وبين من هو أسعد منه حظا ، بل عليه أن ينظر إلى من هو دونه ليدرك فضل الله عليه.
وفي هذا المجال قال رسول الله (ص) : « إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه » (١). وعليه أن يدعو فيقول :
يا رب : ساعدني على أن أرى الناحية الأخرى من الصورة ولا تتركني أتهم أخصامي بأنهم خونة لأنهم اختلفوا معي في الرأي.
يا رب : علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي .. وعلمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس.
يا رب : علمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة ، وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف ، إنك سميع مجيب.
وقال (ص) : « إن العفو لا يزيد العبد إلا عزا ، فاعفوا يعزكم الله ، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله ، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا إنماء فتصدقوا يزدكم الله ».
وسئل جعفر بن محمد (ع) في التواضع فقال : « رأس الخير التواضع وهو أن ترضى من المجلس بدون شرفك ، وأن تسلم على من لقيت ،
__________________
(١) رواه البخاري.