عن قلب الجاهل ، ولا ينتفع بالقول ، وإن كان بليغا مع سوء الاستماع .. » (١).
إنها كلمة خالدة رائعة بليغة يعني بها :
أ ـ إن من يقيم حرسا مكثفا للحفاظ على حياته كما يفعل الرؤساء والملوك والوزراء ، فإن ما يحذرونه يأتي على الأكثر من أولئك الحراس ، فإنهم هم الذين يفتكون بهم كما وقع ذلك كثيرا مع بعض الخلفاء والملوك (٢).
ب ـ إن اللبيب المتفتح يفهم الأمور الغامضة في الحديث من وحي ذهنه وقرائن الأحوال ولا يحتاج إلى الشرح المستفيض والبسط في القول.
ج ـ البيان بعيد عن قلب الجاهل ولا يصل إليه لأنه قد ران عليه الجهل فصده عن فهم الأمور. وقد وصف تعالى هؤلاء : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ) (٣).
د ـ إن بلاغة القول وحكمته لا ينتفع بهما مع سوء الاستماع وإنما ينتفع بهما مع الإصغاء.
وكما أن هناك فن القول هناك أيضا فن الإصغاء ، فالمتكلم البليغ ليس أفضل من المستمع الفهيم.
٣ ـ وحدة الأديان :
سأل رجل الإمام عليهالسلام عن الإطار الجامع بين الأديان السماوية ، فقال :
__________________
(١) زين العابدين للقرشي ، ص ٦٩.
(٢) المتوكل الخليفة العباسي غدر به حراسه من الأتراك.
(٣) الأعراف ، الآية ١٧٩.