المؤمنين على إدخال السرور بعضهم على بعض في أفراحهم وأتراحهم وكل ما يحف بهم من مشاكل في حياتهم. وهذا مما يوجب شيوع الألفة والمحبة والمودة بينهم ، ومما يوحد صفوفهم ويمتن العلاقات الاجتماعية بين أفراد مجتمعهم. وللرسول الأعظم أحاديث عدة في هذا المجال منها : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد فإذا تداعى عضو منه تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ».
وقال أحد الشعراء يوصي بنيه قبل موته :
كونوا جميعا يا
بني إذ اعترى |
|
خطب ولا تفرقوا
آحاد |
تأبى العصي إذا
اجتمعن تكسرا |
|
وإذا افترقن
تكسرت أفرادا |
فالمؤمن عليه أن يساعد أخاه المؤمن فيؤنسه ويساعده ويخفف عنه مصائبه ويشاركه في كل ما يحتاج إليه ، لأن الرابط بينهم هو الإيمان ، والأخوة في الإيمان تستدعي المساعدة والمشاركة وإدخال البهجة والسرور إلى قلوب جميع المؤمنين. فهنيئا لكل من استطاع مساعدة الآخرين من إخوانه في الدين فيكسب محبة الدنيا وسعادة الآخرة.
٨ ـ وقال عليهالسلام في تمجيد العقل :
روى (ع) بسنده عن آبائه أن رسول الله (ص) قال : « إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون ، في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، فجعل العلم نفسه ، والفهم روحه ، والزهد رأسه ، والحياء عينه ، والحكمة لسانه ، والرأفة همه ، والرحمة قلبه ، فلنتأمل هذا التسلسل المنطقي العظيم : جعل العلم أول كل شيء لأنه هو أساس فهم كل الأمور ( يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) و ( العلماء ورثة الأنبياء ) ثم ألحق العلم بالفهم ، ما فائدة العلم إذا كان يخزن في الذاكرة بلا فهم ولا وعي ولا إدراك! أبدا ، إن فهم العلوم يجعلنا نستفيد منها ونستعملها فيما يسعدنا ويسعد الآخرين. وكم من العلماء العقلاء أنقذوا البشرية وطوروا الحياة الإنسانية إلى الأفضل.