بسوء صنيعهم وأرادوا التخلص منهم وبصورة خاصة ظلمهم للعلويين الذي كان سلاحا قويا بيد خصومهم الطامعين بالحكم. وهذا ما دعاهم ليكونوا أكثر اعتدالا مما كانوا عليه بالأمس ولما جاء عهد الإمام الصادق كانت الدولة الأموية تلفظ أنفاسها الأخيرة وتعاني أشد المرارة من الهزائم التي تلحق بها من خصومها العباسيين الذين قوضوا أركانها وتسلموا الحكم بمساعدة العلويين والفرس.
في ظل هذه الظروف الخاصة انطلق الإمامان الباقر والصادق (ع) لأداء رسالتهما. وقد تم لهما ذلك بين عهدين : عهدين : عهد غمرته الكوارث ودوخته الهزائم ، وعهد ظهرت فيه تباشير النصر وزهو السيطرة على الحكم. فقامت الحكومة الجديدة على أكتاف العلويين وبمساندة الفرس.
هذه الظروف هيأت للإمامين فرصة ذهبية لم تتهيأ لغيرهما من أئمة أهل البيت.
لكن يا للأسف! لما استتب الأمر للعباسيين وتسلموا زمام الحكم تستروا بظل أهل البيت وشيعتهم ثم ظهروا على حقيقتهم فغدروا بأنصارهم ومثلوا أبشع الأدوار وأقبح المؤامرات التي فعلها الأمويون حتى قال أحد الشعراء :
يا ليت جور بني
مروان دام لنا |
|
وليت عدل بني
العباس في النار |
إن المشاكل التي كانت تحيط بالأمويين والأخطار المحدقة بهم من كل جانب سمحت لجامعة أهل البيت أن تنمو وتتوسع حتى أصبحت تضم أكثر من أربعة آلاف طالب. لكن ذلك حدث بعد أن مضى على المسلمين أكثر من قرن لا عهد لهم بفقه يختص بأهل البيت حتى أن الرواة كانوا لا يتجرأون أن يجهروا بحديث لهم سوى ما كان يروى عن طريق الكتابة في الغالب. ذلك أن الأمويين في عز سلطانهم كانوا ينكلون بهم وبكل من يتهم بالولاء لهم ، جادين في القضاء على كل آثارهم.
وما نلفت إليه أنه لو أتيح للأئمة بعد الإمام علي (ع) أن ينصرفوا إلى