ويقوم الليل في ذلك الموضع ، ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا » (١).
وقد تواترت الأخبار عن رسول الله (ص) وأوصيائه (ع) في أن ولاية الأئمة ضرورة إسلامية يسأل عنها المسلم في يوم حشره ونشره ، ويحاسب عليها كما يحاسب على سائر الواجبات الإسلامية ، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنها شرط في صحة العمل ، لا في قبوله ، كشرائط الصحة في الواجبات.
جاء في أحكام القرآن للجصاص :
قال سعيد بن جبير : سألت الإمام زين العابدين عليهالسلام عن القربى في الآية الكريمة : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢). هي قرابتنا أهل البيت (٣). فالله سبحانه وتعالى قربهم منه لأنه يعلم أين يضع رسالته ، وقد ذكر الإمام عليهالسلام في حديث آخر ما يظفر به محبو أهل البيت من الأجر الجزيل في دار الآخرة ودار الدنيا ، فقد وفد عليه جماعة من الشيعة عائدين إياه قالوا له : « كيف أصبحت يا بن رسول الله »؟
فأجابهم الإمام بلطف : « في عافية ، والله المحمود على ذلك. وكيف أصبحتم أنتم جميعا فانبروا قائلين : « أصبحنا والله لك محبين .. ».
فبشرهم بما يظفرون به من الجزاء الأوفى عند الله قائلا : « من أحبنا لله أدخله الله ظلا ظليلا ، يوم لا ظل إلا ظله ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة ، ومن أحبنا لغرض دنياه آتاه الله رزقه من حيث لا
__________________
(١) الإمام زين العابدين ، ص ٢٠٢.
(٢) الشورى ، الآية ٤٢.
(٣) أحكام القرآن ، ج ٣ ، ص ٤٧٥.