قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام السجّاد جهاد وأمجاد

الإمام السجّاد جهاد وأمجاد

الإمام السجّاد جهاد وأمجاد

تحمیل

الإمام السجّاد جهاد وأمجاد

185/280
*

رأى صبيا سباعيا أو ثمانيا يسير في ناحية الحاج بلا زاد ولا راحلة فقال له : مع من قطعت البر؟ فقال : مع الباري جل شأنه ، فسأله عن راحلته وزاده فأجابه : بأن زاده تقواه وراحلته رجلاه وقصده إلى مولاه سبحانه وتعالى ، فكبر في عينه وازداد تعجبه فتشوق إلى استكشاف نسبه فقال : هاشمي علوي فاطمي. وكان هذا يفسر مواهبه الأدبية فسأله عن معرفته بالشعر فاستنشده من شعره فقال :

لنحن على الحوض رواده

نذود ونسقي وراده

وما فاز من فاز إلا بنا

وما خاب من حبنا زاده

ومن سرنا نال منا السرور

ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبنا حقنا

فيوم القيامة ميعاده

ثم فارقه ولم يشاهده إلا بالأبطح ، فرآه جالسا وحوله جماعة يسألونه عما أبهم عليهم من الحلال والحرام وما أشكل عليهم فإذا هو زين العابدين (ع) ومما يروى له صلوات الله عليه قوله :

نحن بنو المصطفى ذوو غصص

يجرعها في الأنام كاظمنا

عظيمة في الأنام محنتنا

أولنا مبتلى وآخرنا

يفرح هذا الورى بعيدهم

ونحن أعيادنا مآتمنا

والناس في الأمن والسرور وما

يأمن طول الزمان خائفنا

وما خصصنا به من الشرف ال

طائل بين الأنام آفتنا

يحكم فينا والحكم فيه لنا

جاحدنا حقنا وغاصبنا (١)

ذكر الألوسي في روح المعاني عند قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ

__________________

(١) راجع زين العابدين للمقرم عن مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٢ ، ص ٢٥٥. وبحار الأنوار ، ج ١١ ، ص ٢٦.