فرادتها :
تمتاز الصحيفة السجادية بأمور بالغة الأهمية ومميزات عديدة ، من بينها ما يلي :
١ ـ تمثل الانقطاع الكامل لله تعالى والاعتصام بحبله والتجرد التام من عالم المادة.
٢ ـ لقد كشفت عن معرفة كاملة يتمتع بها الإمام تفيد عن عمق إيمانه بالواحد القهار ، ولم يكن ذلك ناشئا عن عاطفة عابرة أو تقليد قديم ، وإنما هو قائم على العلم اليقين والعرفان الأكيد. وقد أدلى (ع) في صحيفته هذه بكثير من البحوث الكلامية التي انتهل منها علماء الكلام والفلاسفة المسلمون في ما كتبوه عن واجد الوجود.
٣ ـ احتوت على كمال الخضوع أمام الله تعالى ، وبذلك قد امتازت على بقية أدعية الأئمة الطاهرين بما فيها من أفانين التضرعات وإظهار التذلل لله تعالى. قال الفاضل الأصفهاني : « إن الله تعالى قد خص كل واحد منهم بمزية وخصوصية لا توجد في غيره ، كالشجاعة في أمير المؤمنين وابنه الحسين (ع) والرقة والتفجع في أدعية زين العابدين (ع) لا سيما أدعية الصحيفة الكاملة ، المعروفة بين أصحابنا الإمامية بزبور آل محمد ، وأخرى بإنجيل أهل البيت » (١).
٤ ـ لقد فتحت أبواب الأمل والرجاء برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء. فالإنسان مهما كثرت ذنوبه وعظمت خطاياه لا ينبغي له أن يقنط من رحمة الله تعالى ، وعفوه وكرمه.
يقول الإمام عليهالسلام : « إلهي وعزتك وجلالك ، لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ، ولئن طالبتني بلؤمي لأطالبنك بكرمك .. ».
__________________
(١) الصحيفة الخامسة السجادية ، ص ١٣ ـ ١٤.