والأخلاق. وبالعلم والأخلاق قامت الحضارات الإنسانية. فله أياد بيضاء على الإنسانية عامة ، وعلى المتعلم خاصة. وقد أشاد الإمام (ع) بمكانة المعلم فأثبت له حقوقا على المتعلم وجعله مسؤولا عن رعايتها والقيام بها. وهذه الحقوق هي :
١ ـ احترام المعلم وتعظيمه وتقدير عطائه لما له من عظيم الفضل على المتعلمين في تنوير طريقهم وإنقاذهم من ظلام الجهل وظلم الجاهلين.
٢ ـ توقير مجلسه واعتماد الحشمة والأدب فيه.
٣ ـ حسن الاستماع لمحاضراته والإقبال عليها بجدية واهتمام.
٤ ـ تفريغ العقل وتحضير الفهم وإذكاء القلب وإجلاء البصر ومن الطبيعي أن طالب العلم إذا لم يقبل على معلمه برغبة واهتمام فإنه لا يستفيد في مدرسته أو جامعته.
٥ ـ ترك اللذات والابتعاد عن الشهوات لأنهما شرطان أساسيان في تحصيل العلوم عامة ، والدينية خاصة. فطالب اللذات لا يحصل غالبا على شيء من العلوم.
٦ ـ على المتعلم أن ينشر جميع العلوم والمعارف التي تلقاها عن أستاذه لأن ذلك واجب شرعي عليه في استمرار رسالة العلم ونشره بين جميع الناس.
هذه الأصول التربوية التي دعا إليها الإمام تمثل التربية السليمة التي يجب على طلابنا اليوم الاقتداء بها لأنها تعاليم علمائنا الأبرار الذين قدموا للبشرية كل خير وصلاح وتعاليم الإسلام العظيم الذي دخل إلى القلب والروح فقلب الموازين وغير المفاهيم الجاهلية ونقل الناس من الظلام إلى النور فصاغهم صياغة ربانية خالصة.