من النماذج العديدة من الملوك والولاة الذين كان قد عاصرهم الإمام (ع) فمثلهم يجب أن تعد لهم العدة الكافية ليقضي على طغيانهم وجبروتهم ، وهذا ما لم يكن متوفرا للإمام زين العابدين عليهالسلام.
الحياة الاقتصادية في العصر الأموي :
تدهورت الحياة الاقتصادية في العصر الأموي ، في حياة الإمام زين العابدين (ع) تدهورا فظيعا ، فكانت جميع مرافقها مشلولة ومضطربة إلى أبعد الحدود ، فالزراعة التي كانت العمود الفقري في البلاد قد ضعفت كثيرا ، وذلك بسبب الفتن والاضطرابات الداخلية ، وإهمال الدولة لمشاريع الري ، وإصلاح الأرض والنظر في حاجات المزارعين. فنجم عن كل ذلك مجاعة عامة في البلاد أصابت معظم الطبقة العامة من السكان. كما ارتفعت أسعار السلع وخلت معظم البيوت من حاجات الحياة ، وأصبحت بطون الناس خاوية وأجسادهم عارية.
وقد صور الشاعر ابن عبدل الأسدي حالته الاقتصادية المزرية بقصيدة مدح بها بعض نبلاء الكوفة ، طالبا منه أن يسعفه بما تدر به كفه من جميل فقال :
يا أبا طلحة الجواد
أغثني |
|
بسجال من سيبك
المعتوم |
أحي نفسا ـ فدتك
نفسي فإني |
|
مفلس ، قد علمت
ذاك ، قديم |
أو تطوع لنا
بسلف دقيق |
|
أجره ، إن فعلت
ذاك ـ عظيم |
قد علمتم ـ فلا
تقاعس عني |
|
ما قضى الله في
طعام اليتيم |
ليس لي غير جرة
وأصيص |
|
وكتاب منمنم
كالوشوم |
وكساء أبيعه
برغيف |
|
قد رقعنا خروقه
بأديم |
وأكاف أعارينه
نشيط |
|
ولحاف لكل ضيف
كريم (١) |
__________________
(١) حياة الحيوان للجاحظ ، ج ٥ ، ص ٢٩٧.