ودمار. وما نراه اليوم من أكثر المتمولين الذين أمدهم الله بالمال ، يحولون هذا المال إلى معصية الله ، حيث يستعملونه في سائر المحرمات كالخمر والقمار والربا وحفلات اللهو وغير ذلك من الأعمال المنكرة التي مجها الإسلام وعاقب عليها.
والإسلام يشجع على إنفاق المال في سبيل الله ، فيصرف على الفقراء والمحتاجين ويتصدق به على المعوزين من أخواننا المسلمين وغير المسلمين. وذلك عملا بقول الله عز وجل : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ... ) (١).
والذي ينفق المال بهذه الطريقة في سبيل الله لا منا ولا أذى يكسب رضا الله وتعود الفائدة عليه. قال تعالى : ( وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ .. ) (٢).
ولا يخفى أن صلة الناس بالمال والتصدق عليهم من أبرز مصاديق الإحسان الذي يتبرع به الإنسان على الفقراء ، من هنا سأل سائل الإمام الصادق عليهالسلام فقال : إنا لنحب الدنيا ونحب أن نؤتاها.
فقال الإمام (ع) : تصنع بها ماذا؟
قال : أعود بها على نفسي وعيالي وأصل بها وأحج وأعتمر.
قال الإمام : ليس هذا طلب الدنيا هذا طلب الآخرة ..
فإن صلة الناس بالمال والتصدق عليهم أبرز مصاديق الإحسان المحض الذي يتبرع به الإنسان على الفقراء والمحتاجين.
والإسلام يريد أن يكون المال الذي يجنيه الإنسان من الطرق الشرعية
__________________
(١) البقرة ، الآية ٢٦٢.
(٢) البقرة ، الآية ٢٧٢.