تؤدي إلى الاستهانة بالدين.
٥ ـ أن يجري عليهم ما يجري على المسلمين.
فإذا التزم أهل الذمة بهذه الشروط كانوا في ذمة الله وذمة رسوله لا يجوز ظلمهم والتعدي عليهم وتجاوز أموالهم وأعراضهم. ويقضي بينهم وبين المسلمين بحكم الله.
من هنا حذر الإمام زين العابدين أن ينقض هذا العهد أو ينحرف عنه المسلمون فنبه أن يتقبل فيهم ما قننه الله وشرعه لهم من أحكام ، والوفاء بحقوقهم والحكم فيهم بما أنزل الله وعدم الاعتداء عليهم بغير حق.
هذه هي رسالة الحقوق الخالدة التي حبرها قلم الإمام السجاد من فوح القرآن وبوح فكره وأفاض بها على الأمة الإسلامية التي كابد في إنقاذها من جور الحكام الطغاة واستبداد الملوك القساة ومترديات الجاهلية الأولى.
في هذه الرسالة رسم الإمام (ع) معالم الشخصية الإنسانية الصالحة التي يتبناها الإسلام ويفتخر بها كل مسلم لما لها من فوائد خاصة بكل إنسان ومنافع عامة لإصلاح المجتمع من الانحرافات الأخلاقية والدينية وإرجاعه إلى الخط الإسلامي السليم الذي رسمه جده المصطفى الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إنها رسالة يتيمة في موضوعها وفريدة في أسلوبها تضمنت حقوق المسلمين كما تناولت حقوق أهل الذمة بموضوعية كاملة والآداب الإسلامية شاملة والأخلاق الإنسانية عامة يريد من خلالها الإمام أن يساهم في صنع الشخصية الإسلامية السليمة التي تعمل في سبيل الله وتحب وتبغض في الله وتساعد بلا أذى أو من عباد الله.
فعلى جميع المسلمين رعاية هذه الرسالة العظيمة والعمل في تأديتها ليعالجوا على ضوئها جميع ما يعترض حياتهم من مشاكل وأزمات ويعيشوا