والده في حدود الرابعة عشرة من عمره تعهده أخوه الإمام الباقر فزوده بكل ما يحتاج من الفقه والحديث والتفسير حتى أصبح من مشاهير علماء عصره ومرجعا معروفا لرواد العلم والحديث والحكمة والمعرفة. سافر إلى البصرة عدة مرات وناظر علماءها ومنهم واصل بن عطاء رأس المعتزلة يوم ذاك ، ناظره في أصول العقائد.
وقد طلبه هشام بن عبد الملك إلى الشام وكان مجلسه حافلا بأعيان أهل الشام وخاصته ، فقال له : بلغني أنك تؤهل نفسك للخلافة وأنت ابن أمة ، فأجابه زيد بن علي على الفور : ويلك يا هشام أمكان أمي يضعني؟ والله لقد كان اسحق ابن حرة وإسماعيل ابن أمة ولم يمنعه ذلك من أن بعثه الله نبيا وجعل من نسله سيد العرب والعجم محمد بن عبد الله ، إن الأمهات يا هشام لا يقعدن بالرجال عن الغايات. اتق الله في ذرية نبيك.
فغضب هشام وقال : ومثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله؟
فرد عليه زيد بقوله : إنه لا يكبر أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ولا يصغر دون أن يوصي بتقوى الله.
ومضى زيد في طريقه إلى الكوفة ثم إلى البصرة وأرسل رسائله ورسله إلى المدائن والموصل وغيرهما وانتشرت دعوته في سواد العراق ومدنه ولما بلغ أمره هشام بن عبد الملك أرسل إلى واليه على العراق يوسف بن عمر يأمره بمضايقة زيد ومطاردته وحدثت معركة أصيب فيها زيد فدفنه أصحابه في مجرى ماء حتى لا يصلب أو يحرق ، لكن ذلك لم يفده. أحدث قتله استياء عاما في جميع المناطق الإسلامية وتجدد البكاء على أهل البيت ولف الحزن كل من يحبهم ويسير على خطاهم.
وممن تحدثت عنهم كتب الأنساب من أولاد الإمام علي زين العابدين عبد الله بن علي الملقب بالباهر :