وبعد ابنه محمد الخ .. (١).
وقد شهدت نصوص كثيرة متواترة على إمامة السجاد وأنه الحجة على الأمة بعد أبيه سيد الشهداء (ع) فيروي أبو خالد الكابلي عن علي بن الحسين أن أباه الحسين قال له : دخلت على رسول الله (ص) فرأيته مفكرا فقلت له : مالي أراك مفكرا؟ قال : إن الأمين جبرائيل أتاني وقال : العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول قد قضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأعظم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم يعرف به طاعتي وولايتي وإني لم أقطع علم النبوة من الغيب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم ثم ذكر أسماء الأئمة القائمين بالأمر بعد علي بن أبي طالب وهم : الحسن والحسين أولهم ابنه علي وآخرهم الحجة بن الحسن (٢).
وقد سئل الإمام أبو جعفر الباقر بم يعرف الإمام؟ قال (ع) : يعرف بالنص عليه من الله تعالى ونصبه علما للناس حتى يكون عليهم حجة وقد نصب رسول الله عليا (ع) وعرف الناس باسمه وعينه لهم وكذلك الأئمة ينصب الماضي من يكون بعده ويعرف الإمام بأن يسأل فيجيب ويبتدىء إن سكت الناس عنه ويخبرهم بما يكون في غد بعهد واصل إليه من رسول الله (ص) وذلك بما نزل به جبرائيل من أخبار الحوادث الكائنة إلى يوم القيامة (٣).
وتابع الإمام الباقر بقوله :
« نحن منبت الرحمة وشجرة النبوة ومعدن الحكمة ومصابيح العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله في عباده وحرمه الأكبر
__________________
(١) كفاية الأثر ، ص ٣١٨.
(٢) الإمام زين العابدين لعبد الرزاق الموسوي المقرم ، ص ٣٤. عن كفاية الأثر ، ص ٣١١ لعلي بن محمد بن علي الخزاز القمي.
(٣) المصدر نفسه عن معاني الأخبار للصدوق ، ص ٣٥.