وعهده المسؤول عنه. فمن أوفى بعهد الله فقد وفى ، ومن خفره فقد خفر ذمة الله وعهده فعرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا نحن الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا ونحن والله الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه بالرأفة والرحمة ووجهه الذي منه يؤتى وبابه الذي يدل عليه وخزان علمه وتراجمة وحيه وأعلام دينه والعروة الوثقى والدليل الواضح لمن اهتدى وبنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ونزل الغيث من السماء ونبت عشب الأرض. وبعبادتنا عبد الله ولولانا ما عرف الله وأيم الله لولا وصية سبقت وعهد أخذ علينا لقلت قولا يعجب منه الأولون والآخرون » (١).
ثم إن الإمامة خلافة وهي من المولى سبحانه وسر من أسراره أوحى بها إلى نبي الأمة ليعرفهم القائم من بعده ومن يجب الركون إليه وأخذ معالم الدين منه وقد أودعها المهتمين جل شأنه في ذرية الرسول الأعظم بعد أن طهرهم من الرجس والريب وزكاهم من العيب وارتضاهم أعلاما لعباده يسلكون بهم لأحب الطريق. كل ذلك لترفع الضغائن وتتم معرفة المعبود تعالى وتعقد صلات التآخي وتتم أنظمة الحياة.
وجاء في المصدر نفسه عن الشيخ الطوسي قال : « وفي ليلة وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا أمير المؤمنين عليا (ع) وقال له : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة ثم أملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى بيان الخلفاء من بعده فقال : يا علي سيكون من بعدي اثنا عشر إماما فأنت يا علي أولهم سماك الله في سمائه عليا المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك إلى أن قال : وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول فإذا
__________________
(١) الإمام زين العابدين للمقرم عن المختصر للحسن الحلي ، ص ١٢٨.