حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي ( سيد العابدين ذي الثفنات ) فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر ( باقر العلم ) فإذا حضرته الوفاة فليسلمها جعفر الصادق فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الرضا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد » (١).
إن الوصية أمر محتوم على كل مسلم يوصي بها قبل وفاته لأشخاص أمناء يثق بهم ويسجل كل ما يهمه أمره لكي ينفذ بعد أن يتوفاه الله عز وجل. والنبي (ص) هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم فهل يمكن أن تحضره الوفاة ويبقى ساكتا دون أن يوصي أمر الخلافة لأناس ثقاة علماء أمناء ينفذون الوصية بحذافيرها كما نص عليها خاتم النبيين والرسل. وكلنا يعلم مدى أهمية هذه الرسالة الإنسانية العظيمة وأهمية نشرها بين عباد الله وشرحها وتعليمها. إنها الرسالة الإلهية التي تصلح شؤون العباد في حياتهم الفردية وفي حياتهم الاجتماعية ، كما تصلح شؤون العباد في كل زمان ومكان ومن جميع أمم الأرض. والله سبحانه وتعالى أعلم أين يوضع رسالته فقد كلف الأئمة المعصومين معدن الحكمة ومنبت الرحمة ومصابيح العلم وموضع سره في حرمه الأكبر.
هؤلاء قال فيهم الأدباء وتغنى بمجدهم الشعراء ونطق بفضلهم العلماء.
من هؤلاء قال الشيخ إبراهيم يحيى العاملي من قصيدة مدح بها الإمام زين العابدين قال :
__________________
(١) المصدر السابق عن الغيبة للشيخ الطوسي ، ص ١٠٥. ومختصر البصائر ، ص ٣٩.