عم البرية
بالإحسان فانقلعت |
|
عنه الغيابة
والاملاق والعدم |
من معشر حبهم
دين ، وبغضهم |
|
كفر وقربهم منجى
ومعتصم |
إن عد أهل التقى
كانوا أئمتهم |
|
أو قيل من خير
أهل الأرض قيل : هم |
لا يستطيع جواد
بعد غايتهم |
|
ولا يدانيهم قوم
وإن كرموا |
هم الغيوث إذا
ما أزمة أزمت |
|
والأسد أسد
الشرى والبأس محتدم |
لا ينقص العسر
بسطا من أكفهم |
|
سيّان ذلك إن
أثروا وإن عدموا |
يستدفع السوء
والبلوى بحبهم |
|
ويستزاد به
الإحسان والنعم |
مقدّم بعد ذكر
الله ذكرهم |
|
في كل بدء
ومختوم به الكلم |
يأبى لهم أن يحل
الذم ساحتهم |
|
خير كريم وأيد
بالندى هضم |
أي الخلائق ليست
في رقابهم |
|
لأولية هذا أوله
نعم |
من يعرف الله
يعرف أولية ذا |
|
والدين من بيت
هذا ناله الأمم (١) |
لقد كانت هذه القصيدة صفعة قاسية على هشام نزلت على رأسه كالصاعقة ، تحدى بها الفرزدق سلطان أولئك الحكام الجبابرة المعتزين بملكهم وجيوشهم وأموالهم وقصورهم ولكن فاتهم أن كل ذلك لم يغنهم شيئا في ذلك الموقف الذي تتدافع فيه الجماهير من كل حدب وصوب متسابقة للمس الحجر الأسود حتى إذا أقبل الإمام زين العابدين (ع) وقف له الناس إجلالا وتعظيما وأفرجوا له الطريق واستلم الحجر وقبله بكل يسر. ولما قضى الإمام حاجته وترك المكان عاد الناس يتسابقون ويتدافعون ؛ هذا وأهل الشام ينظرون إلى هذا المشهد الغريب وينتظرون من يعرفهم بذلك الشاب الذي هابه الناس وعظموه بعد أن تجاهله خليفتهم وظهر مخجولا أمام أهل الشام ، بعد أن كان يزعم لهم أنه هو وأسلافه الأمويون هم آل الرسول الذي أمر الله بمودتهم وما كان يتوقع هذه الصفعة القوية من أبي فراس.
__________________
(١) راجع طبقات الشافعية ، ج ١ ، ص ١٥٣.