والبعض الآخر يرتكبون الأخطاء الكبيرة والذنوب الفادحة ثم يفتخرون بما كسبت أيديهم من الآثام ويتباهون بذنوبهم بلا خجل ولا حياء.
هؤلاء قد يكونون من أصحاب السلطة أو الجاه أو أصحاب الثروات الطائلة فلا يأبهون لانتقاد الناس لهم ولا يحترمون حقوق غيرهم ، لأنهم يتوهمون أن الجميع بحاجة إليهم وإلى خدماتهم. وإننا نجد منهم الكثير في حياتنا اليوم من الذين خدمهم الحظ وتسلموا مناصب عالية في هذا الزمان البائس. وقد نجد حولهم أنصارا يحفون بهم ويسترون عليهم عيوبهم ، وهم من طينتهم لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية ولذاتهم القريبة المنال.
هؤلاء الفئة المخربة في المجتمع ، حذرهم الإمام من الابتهاج بذنوبهم لأن الابتهاج بالذنب أعظم من ركوبه. وبعد هذا التحذير عمد (ع) إلى تعداد الذنوب التي توجب سخط الله وعذابه فحذر منها ليكون الإنسان في سلامة من دينه وآخرته. قال عليهالسلام : « الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف ، وكفران النعم وترك الشكر ، قال الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ ) (١). فالبغي على الناس من الذنوب التي تغير النعم والذنوب التي تورث الندم ، قتل النفس التي حرم الله ، قال تعالى في قصة قتل قابيل لأخيه هابيل وعجزه عن دفنه : ( فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) (٢).
لقد ترك صلة القرابة والرحم طمعا بهذه الدنيا الفانية وترك الوصية ورد المظالم وترك الصلاة ومنع الزكاة حتى يحضر الموت ( فلات ساعة مندم ).
__________________
(١) الرعد ، الآية ١١.
(٢) المائدة ، الآية ٣١.