الثلاثة هي :
١ ـ التمسك بسيرة المتشرعة اي اصحاب الائمة عليهمالسلام ، فانها كانت جارية على التمسك بظهور القرآن الكريم والاحاديث الواردة من الائمة السابقين ، وهي حجة جزما بمعنى أنها كاشفة عن موافقة الامام عليهالسلام ـ بلا حاجة الى استكشاف موافقته من عدم الردع ـ اذ بدون موافقته لا تكون السيرة سيرة للمتشرعة فان المتشرع هو من يوافق عمله رضا الامام عليهالسلام ومع عدم الموافقة لا يكون متشرعا.
وقد تسأل : كيف يمكن اثبات ان سيرة اصحاب الائمة عليهمالسلام كانت جارية على العمل بالظواهر؟ والجواب : تقدم في الحلقة الثانية ص ١٧٨ بيان خمسة طرق لا ثبات ذلك ، ونستعين هنا بالطريق الرابع منها فيقال : انه لو لم يعمل اصحاب الائمة عليهمالسلام بالظهور فلا بد من وجود بديل يعتمدون عليه في فهم المراد ، وحيث ان ترك الظهور والاعتماد على البديل ظاهرة غريبة فمن اللازم نقلها في الكتب التأريخية ، وحيث لم تنقل كان ذلك دليلا على عدم البديل وبالتالي على الاعتماد على الظهور.
٢ ـ التمسك بسيرة العقلاء على العمل بالظهور ، فانهم في كل زمان بما فيه زمان الائمة عليهمالسلام يعملون بالظهور ـ اذ لو لم يعملوا به وكان لهم بديل لنقله التأريخ ـ فلو لم يكن الائمة عليهمالسلام موافقين للسيرة المذكورة لردعوا عنها ، وعدم الردع دليل على الامضاء.
اجل هنا شيء لا بد من الالتفات اليه وهو انه ذكر ص ١٨٤ من الحلقة ان عدم الردع يدل على الامضاء اما لنكتة عقلية ـ وهي لزوم نقض الغرض او وجوب النهي عن المنكر ـ او لنكتة استظهارية ، فان ظاهر حاله عليهالسلام انه في مقام المحافظة على الشريعة ، فسكوته ظاهر في الموافقة. وهنا نقول : حينما نتمسك