مشتركا بل يختص بخصوص الكذب ـ ومثله لا يكون البحث عنه اصوليا (١).
٤ ـ والقضية العقلية ذات شكلين ، فتارة تكون شرطية واخرى فعلية ، ونذكر للشكل الاول مثالين :
أ ـ حكم العقل بالملازمة بين وجوب الشيء ووجوب مقدمته ، فان الحكم المذكور يرجع في روحه الى قضية شرطية هي انه ان كانت الصلاة مثلا واجبة شرعا فمقدمتها وهي الوضوء واجبة.
ب ـ حكم العقل بالملازمة بين قبح الشيء وحرمته ، فان مرجعه الى قضية شرطية هي : إن كان الكذب قبيحا فهو حرام.
واما الشكل الثاني ـ القضية العقلية الفعلية ـ فمثاله حكم العقل باستحالة تكليف غير القادر ، فان حكم العقل هذا لا يرجع في روحه الى قضية شرطية بل هو قضية فعلية ليس فيها اي اشتراط (٢).
٥ ـ ان القضية العقلية الفعلية يمكن تقسيمها الى قسمين : قضية فعلية تحليلية وقضية فعلية تركيبية.
اما القضية التحليلية فهي قضية يقوم فيها العقل بتحليل حقيقة من الحقائق ، ونذكر لذلك مثالين :
أ ـ حكم العقل برجوع حقيقة الوجوب التخييري الى وجوبين
__________________
(١) وأشار قدسسره الى هذه النقطة بقوله : ولا شك في ان البحث الكبروي اصولي ... الخ
(٢) لا تقل : يمكن ارجاعه الى قضية شرطية ايضا وانه ان وجد عاجز فيستحيل تكليفه.
فانه يقال : ان هذا اشتراط بوجود الموضوع ، واشتراط القضية بوجود الموضوع لا يجعلها شرطية ، والا فكل قضية من القضايا هي مشروطة بتحقق الموضوع فيلزم صيرورة جميع القضايا شرطية ، فقولنا ( زيد قائم ) يلزم صيرورته قضية شرطية وانه ان كان زيد موجودا فهو قائم.
ثم انه ( قدس ) اشار للنقطة الرابعة بقوله : ثم ان القضايا العقلية ... الخ